قَالَ: حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ عبد الله بن عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، قَالَ: قيل لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم: ألا تنزل منزلك من الشّعب؟ قال: فهل ترك لنا عقيل منزلا؟ وكان عقيل قد باع مَنْزِلِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عليه وسلم ومنزل إخوته من الرجال والنساء بمكة. فقيل لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلم: فأنزل في بعض بيوت مكة في غير منازلك! فَأَبَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ: لا أدخل البيوت، فلم يزل مضطربا بالحجون لم يدخل بيتا، وكان يأتي الى المسجد من الحجون. والحكمة في نزول النبي صلّى الله عليه وسلم بخيف بني كنانة الذي تقاسموا فيه على الشّرك، أي تحالفوا عليه من إخراج النبي صلّى الله عليه وسلم وبني هاشم إلى شعب أبي طالب، وحصروا بني هاشم وبني المطلب فيه، ليتذكّر ما كان فيه من الشّدّة فيشكر الله تعالى على ما أنعم عليه من الفتح العظيم، وتمكنه من دخول مكّة ظاهرا على رغم من سعى في إخراجه منها، ومبالغة في الصّفح عن الذين أساءوا، ومقابلتهم بالمن والإحسان، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء. [ (٣٠) ] من (ح) . [ (٣١) ] فتح الباري (٨: ١٤) ، الحديث (٤٢٨٤) .