للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حَدَّثَنِي جَهْمُ بْنُ أَبِي جَهْمٍ- مَوْلًى لِامْرَأَةٍ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ، كَانَتْ عِنْدَ الْحَارِثِ بْنِ حَاطِبٍ، فَكَانَ يُقَالُ: مَوْلَى الْحَارِثِ بْنِ حَاطِبٍ- قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ عَبْدَ اللهِ بْنَ جَعْفَرِ بْنِ أَبَى طَالِبٍ، يَقُولُ:

حُدِّثْتُ عَنْ حَلِيمَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ [ (٢٩٩) ] ، أُمِّ رَسُولِ اللهِ، صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ، الَّتِي أَرْضَعَتْهُ، أَنَّهَا قَالَتْ [ (٣٠٠) ] :

قَدِمْتُ مَكَّةَ فِي نِسْوَةٍ مِنْ بَنِي سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ، أَلْتَمِسُ [ (٣٠١) ] بِهَا الرُّضَعَاءَ [ (٣٠٢) ] ، وَفِي سَنَةٍ شَهْبَاءَ [ (٣٠٣) ] ، فَقَدِمْتُ عَلَى أَتَانٍ [ (٣٠٤) ] لِيَ قَمْرَاءَ كَانَتْ أَذَمَّتْ [ (٣٠٥) ] بِالرَّكْبِ، وَمَعِيَ صَبِيٌّ لَنَا، وَشَارِفٌ لَنَا، وَاللهِ مَا تَبِضُّ بِقَطْرَةٍ، وَمَا نَنَامُ لَيْلَنَا ذَلِكَ أَجْمَعَ مَعَ صَبِيِّنَا ذَاكَ، مَا يَجِدُ فِي ثَدْيَيَّ مَا يُغْنِيهِ، وَلَا فِي شَارِفِنَا [ (٣٠٦) ] مَا يُغَذِّيهِ، فقدمنا مكّة، فو الله مَا عُلِمَتْ مِنَّا امْرَأَةٌ إِلَّا وَقَدْ عُرِضَ عَلَيْهَا رَسُولُ اللهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَتَأْبَاهُ، إِذَا قِيلَ: إِنَّهُ يَتِيمٌ تَرَكْنَاهُ، قُلْنَا: مَاذَا عَسَى أَنْ تَصْنَعَ إِلَيْنَا أُمُّهُ؟ إِنَّمَا نَرْجُو المعروف من أب الْوَلِيدِ، وَأَمَّا أُمُّهُ فَمَاذَا عَسَى أَنْ تَصْنَعَ إِلَيْنَا. فو الله مَا بَقِيَ مِنْ صَوَاحِبِي امْرَأَةٌ إِلَّا أَخَذَتْ رَضِيعًا غَيْرِي. فَلَمَّا لَمْ أَجِدْ رَضِيعًا غَيْرَهُ قُلْتُ لِزَوْجِيَ الحارث بن عبد العزى: وَاللهِ إِنِّي لَأَكْرَهُ أَنْ أرجع


[ (٢٩٩) ] في هامش (ص) : «بنت أبي ذؤيب السعدية أم رسول الله صلى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» .. كَذَا وقع في ابن هشام.
[ (٣٠٠) ] الخبر في سيرة ابن هشام (١: ١٧٣- ١٧٥) ، ودلائل النبوة لأبي نعيم ص (١١١- ١١٣) ، والوفا لابن الجوزي (١: ١٠٨) «والبداية والنهاية» (٢: ٢٧٣) .
[ (٣٠١) ] في (ص) : نلتمس. (وألتمس) : أطلب.
[ (٣٠٢) ] (الرضعاء) : جمع رضيع، وأراد بالرضعاء الأطفال على حقيقة اللفظ لأنهم إذا وجدوا له مرضعة ترضعه، فقد وجدوا له رضيعا يرضع معه.
[ (٣٠٣) ] (سنة شهباء) : يعني سنة القحط والجدب لأن الأرض تكون فيها بيضاء.
[ (٣٠٤) ] (أتان) : الأنثى من الحمير.
[ (٣٠٥) ] (أذمّت) : إذا أعيت وتأخرت عن الركب.
[ (٣٠٦) ] (الشارف) : الناقة المسنّة.