٣٣٠) عن إسحاق بن إبراهيم، وقتيبة وغيرهما، عن جرير، وعن قتيبة، عن أبي عوانة، كلاهما عن موسى بن أبي عائشة. وأخرجه الترمذي مختصرا في كتاب التفسير (٥: ٤٣٠) من حديث سفيان بن عيينة، عن موسى، عن سعيد، عن ابن عباس، وقال: «حسن صحيح» . وبهذا الإسناد أخرجه النسائي في الافتتاح (٢: ١٤٩) . وأخرجه ابن حبان في صحيحه في: ٢- كتاب الوحي الحديث (٣٩) ، ص (١: ١٢٤) من تحقيقنا. [ (١٣) ] لم يذكر المصنف حديث عائشة في الوحي الذي أخرجه البخاري في أول كتاب الوحي، وفي كتاب التعبير ومسلم في كتاب الإيمان (١: ١٣٩) ، والترمذي، والنسائي في التفسير، وأحمد في «مسنده» (٦: ٢٣٢) ، ونصه كما يلي من البخاري: عن عائشة أم المؤمنين أنها قالت: أول ما بدئ به رسول الله صلّى الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصالحة في النوم، فكان لا يرى رؤيا الا جاءت مثل فلق الصبح. ثم حبب إليه الخلاء، وكان يخلو بغار حراء فيتحنث فيه- وهو التعبد- الليالي ذوات العدد، قبل أن ينزع إلى أهله، ويتزود لذلك، ثم يرجع إلى خديجة فيتزود لمثلها، حتى جاءه الحق وهو في غار حراء، فجاءه الملك فقال: اقرأ، قال: ما أنا بقارئ، قال: فأخذني فغطّني حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني فقال: اقرأ. قلت: ما أنا بقارئ. فأخذني فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني فقال: اقرأ. فقلت: ما أنا بقارئ. فأخذني فغطني الثالثة، ثم أرسلني فقال: اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ، خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ عَلَقٍ، اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ فرجع بها رسول الله صلّى الله عليه وسلم يرجف فؤاده، فدخل على خديجة بنت خويلد رضي الله عنها فقال: زملوني زملوني. فزملوه حتى ذهب عنه الروع. فقال لخديجة وأخبرها الخبر: لقد خشيت على نفسي. فقالت خديجة كلا والله ما يخزيك الله أبدا، إنّك لتصل الرحم، وتحمل الكل، وتكسب المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق. فانطلقت به خديجة حتى أتت به ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى- ابن عم خديجة- وكان امرءا تنصر في الجاهلية، وكان يكتب الكتاب العبراني، فيكتب من الإنجيل بالعبرانية ما شاء الله أن يكتب، وكان شيخا كبيرا قد عمي، فقالت له خديجة: يا ابن عم اسمع من ابن أخيك. فقال له ورقة: يا ابن أخي ماذا ترى؟ فأخبره رسول الله صلّى الله عليه وسلم خبر ما رأى. فقال له ورقة: هذا الناموس الذي نزل الله على موسى، يا ليتني فيها جذعا، ليتني أكون حيا إذ يخرجك قومك. فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: أو مخرجيّ هم؟ قال نعم، لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به إلا عودي، وإن يدركني يومك أنصرك نصرا مؤزرا، ثم لم ينشب ورقة أن توفى، وفتر الوحي.