للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مَكْتُوبَةً فِي الرِّقَاعِ، وَاللِّخَافِ، والعشب، فَجَمَعَهَا مِنْهَا فِي صُحُفٍ، بِإِشَارَةِ أَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ، ثُمَّ نَسَخَ مَا جَمَعَهُ فِي الصُّحُفِ، فِي مَصَاحِفَ بإشارة عثمان ابن عَفَّانَ (رَضِيَ اللهُ عَنْهُ) عَلَى مَا رَسَمَ الْمُصْطَفَى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

أَخْبَرَنَا أَبُو سَهْلٍ مُحَمَّدُ بْنُ نَصْرَوَيْهِ بْنِ أَحْمَدَ الْمَرْوَزِيُّ- قَدِمَ عَلَيْنَا- مِنْ أَصْلِ كِتَابِهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ خَنْبٍ إِمْلَاءً قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الزُّهْرِيُّ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ السَّبَّاقِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ [ (٤) ] ، قَالَ:

أَرْسَلَ إِلَيَّ أَبُو بَكْرٍ مَقْتَلَ أَهْلِ الْيَمَامَةِ [ (٥) ] فَأَتَيْتُهُ. فَإِذَا عُمَرُ جَالِسٌ عِنْدَهُ.

قَالَ أَبُو بَكْرٍ: إِنَّ عُمَرَ جَاءَنِي، فَقَالَ إِنَّ الْقَتْلَ قَدِ اسْتَحَرَّ [ (٦) ] يَوْمَ الْيَمَامَةِ بِقُرَّاءِ الْقُرْآنِ [ (٧) ] ، وَإِنِّي أَخْشَى إِنِ اسْتَحَرَّ الْقَتْلُ بِالْقُرَّاءِ فِي الْمَوَاطِنِ كلها [ (٨) ] ، فيذهب


[ (٤) ] هو زيد بن ثابت بن لوذان، بْنُ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ عوف الإمام الكبير، شيخ المقرئين، كاتب وحي رسول الله صلى الله عليه وسلم، قدم على النبي وعمره احدى عشرة سنة بعد مقتل والده يوم بعاث فأسلم وجود الخط، وكتب الوحي، وحفظ القرآن وأتقنه، وأحكم الفرائض وتولى قسمة الغنائم يوم اليرموك، وانتدبه الصديق لجمع القرآن، وعثمان لكتابة المصحف، وثوقا بحفظه، وكان عمر يستخلفه إذا حج.
طبقات ابن سعد (٢: ٣٥٨) ، التاريخ الكبير (٣: ٣٨٠) ، المعرفة والتاريخ للفسوي (١:
٣٠٠) ، أخبار القضاة (١: ١٠٧) ، العبر (١: ٥٣) وغيرها.
[ (٥) ] (مقتل أهل اليمامة) أي عقب قتل اهل اليمامة والمراد بأهل اليمامة هنا من قتل بها من الصحابة في الوقعة مع مسيلمة الكذاب.
[ (٦) ] (استحرّ) : اشتدّ.
[ (٧) ] ووقع من تسمية القراء الذين أراد عمر في رواية سفيان بن عيينة المذكورة قتل سَالِمٌ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ ولفظه: «فلما قتل سَالِمٌ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ خشي عمر أن يذهب القرآن، فجاء إلى أبي بكر وسالم هو أحد مِنْ أَمْرِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عليه وسلم بأخذ القرآن عنه.
[ (٨) ] (بالقراء بالمواطن) أي في المواطن أي الأماكن التي يقع فيها القتال مع الكفار.