[ (٢٩) ] قسم السيوطي النسخ في القرآن على ثلاثة أضرب أحدها: ما نسخ تلاوته وحكمه معا، قالت عائشة: كان فيما أنزل: «عشر رضعات معلومات فنسخن بخمس معلومات، فَتُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عليه وسلم وهنّ مما يقرأ من القرآن» ، رواه الشيخان. وقد تكلموا في قولها: «وهنّ مما يقرأ» : فإنّ ظاهره بقاء التلاوة، وليس كذلك. وأجيب بأن المراد: قارب الوفاة، أو أنّ التلاوة نسخت أيضا، ولم يبلغ ذلك كل الناس إلا بَعْدَ وَفَاةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم، فتوفى وبعض الناس يقرؤها. وقال أبو موسى الأشعريّ: نزلت ثم رفعت. وقال مكيّ: هذا المثال فيه المنسوخ غير متلوّ، والناسخ أيضا غير متلوّ، ولا أعلم له نظيرا، انتهى.