وهو عند مسلم في: ٣٩- كتاب السلام (٢٧) باب كراهية التداوي باللدود، حديث (٨٥) ، ص (١٧٣٣) ، وأخرجه الإمام احمد في «مسنده» (٦: ٥٣) . والحديث أخرجه ايضا الترمذي (٤: ٣٩١) من طريق عباد بن منصور، وهذا دليل على ان ليس كل ما روى الضعيف ضعيف، فهذا حديث صحيح، أخرجه الترمذي من طريق به عباد بن منصور وهو ضعيف، والحديث له روايات صحيحة. [ (٥) ] لم تسمّه عائشة، فهي لا تقدر على ان تذكره بخير وهي تستطيع. وتعود هذه المسألة الى الماضي الذي نختزن فيه ذكرياتنا وآلامنا وتسيرنا هذه الذكريات والآلام فيما نستقبل من اعمال من حيث نشعر أو لا نشعر. وللأستاذ سعيد الأفغاني في كتاب «عائشة والسياسة» ص (٧٦- ٨٢) تحليلا ذكيا لا بأس ان نسوق مقتطفات منه: «حيث اننا خاضعون في تصرفاتنا لهذا الحاكم القاهر المسمى ب (الماضي) نختزن منه ذكرياتنا ومفارحنا وآلامنا وتسيرنا هذه المفارح والآلام والذكريات فيما نستقبل من اعمال رضينا ام أبينا، من حيث نشعر ولا نشعر. وهنا نجد الأمر مختلفا كل الاختلاف عما كان بين عائشة وعثمان قبل خلافته، فلئن كانت عائشة منطوية لعثمان على خير ومحبة وتوقير،.. وبالجملة على الرضى، إنها لعلى خلاف ذلك مع علي، إنها لم تكن تطيب نفسها له بخير، وفي الوسع ان نقول إن الجفاء هو الذي ساد علائقهما قبل الخلافة في الأعم الأغلب. لنرجع ثلاثين سنة قبل ان بويع لعلي بالخلافة، فسنجد ثمة نقطة التحول التي فرضت على عائشة اتجاهها الذي اتجهته مع علي ولم تستطع الإفلات منه، ولا من عاطفتها العنيفة التي لم يخفف تتابع الأيام والسنين من حدتها، فلنمعن في هذه الأمور التاليات. ١- لم يجتمع ازواج النبي صلّى الله عليه وسلم على شيء اجتماعهن على الغيرة الشديدة من السيدة عائشة، لما خصها به النبي من محبة إذ حلت من قلبه في المنزلة التي لا تسامى، والغيرة بين الضرائر امر فطري مألوف قل أن تتنزه عنه امرأة، وكان علي وزوجه السيدة فاطمة بنت الرسول يحاولان حمل الرسول صلّى الله عليه وسلم، على التخفيف من حبه لعائشة، ويسفران لبقية أزواجه بما يرضيهن ويغضب عائشة، وأظن ان مثل هذه السفارة مما لا تغفره أنثى البتة.