الأمر الرابع والعشرون: إذا انتهى من هذا الدعاء نَزَلَ بعد ذلك، حتى إذا وصل إلى العَلَمين أو الْمِيلين أسرَعَ سرعة شديدة، حتى كان الصحابة يصفون النبي صلى الله عليه وسلم بقولهم:(إن إزاره ليدور) صلى الله عليه وسلم.
لكن ينبغي أن ننبه على مسألة: فبعض الناس معه أمه وأخته، فيأمرهما بالإسراع، فقد تنفلت عباءة الأم من السرعة، فتريد أن تنطلق كما ينطلق الابن، وهذا من الجهل والخطأ، فإن المرأة ليس عليها رَمَل، وليس عليها سعي بين العَلَمين هنا، فتبقى الأم تمشي، ويسرع ولدها حتى يقف، ثم ينتظرها، حتى إذا جاءت أمْسَكَها خوفاً عليها أن تضيع، فسار هو وإياها.
وهذه السنة ينبغي أن نحرص عليها.
وبعض الناس -من جهلهم- يسرعون في كل المسعى، فيصبح مُشَغِّلاً السرعة القصوى منطلقاً هَمُّه أن ينتهي فقط، ويتمنى -كما هي اقتراحات بعض الناس- أن يصبح المسعى على آله تمشي بين الصفا والمروة، فيقف الإنسان عليها، وتكون دقائق وينتهي السعي، بدلاً من هذه المشقة.
وهذا من الجهل ومن الخطأ.
فكان مما ينبغي على المسلم أن يحرص على أن يسعى بين الصفا والمروة مطبقاً هدي النبي صلى الله عليه وسلم في كل موضع بما فعله صلوات الله وسلامه عليه.
ومن الملحوظات: أن المسلم إذا رقى على المروة -الآن انتهيتَ من الصفا وتريد أن تصعد على المروة - فبعض الناس يقرأ الآية التي تقول {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ}[البقرة:١٥٨] إلى آخرها مرة أخرى، فليس ثمة قراءة هنا، فإن شيخنا العلامة/ عبد العزيز بن باز يقول: إن قول الإنسان: أبدأ بما بدأ الله به، وقراءة هذه الآية إنما هو في بداية السعي، وهو عند الصفا؛ لأنه يقول:{إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ}[البقرة:١٥٨] فبدأ بها، فأصبحت من الشعائر.