ونذكر شيئاً من الدروس، ولعلي نسيتها حول قضية الجنة كما ذكرنا في مسألة النار: الأول: أنه ينبغي تذكير الناس دائماً بالجنة، وبما أعدَّ الله لأوليائه فيها، فإن أثرها عظيم في ترغيب الإنسان في الاستقامة على دين الله تعالى، إذا كنت تركت هذه المحرمات وحرصت على طاعة الله، فإن نتيجة ذلك جنات أعدها لك.
الثاني: أنه يوجب لي أن أعرف الأعمال التي تعين على دخول هذه الجنة، منها: بر الوالدين، وتوحيد الله تعالى، وأنه لن يدخل الجنة إلا نفس مؤمنة، وصلة الأرحام، والبعد عن المحرمات:{الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ}[الأنبياء:٤٩] خشية بالغيب وبعد عن المعاصي.
ولما قال النبي صلى الله عليه وسلم:(من أنفق زوجين في سبيل الله دعي من أبواب الجنة الثمانية، فمن كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة، ومن كان من أهل الصيام دعي من باب الصيام، ومن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة) فكن أخي المسلم ممن يعمل بتلك، ووالله إننا في حاجة دائمة لأن نذكر بها.
إن كثيراً من الأحبة يقول: قد سمعنا بهذا الوعظ دائماً، ونقول: ومع ذلك نحن في حاجة إلى التذكير به، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم دائماً يذكر صحابته بالجنة والنار.
وسبحان الله! إني أتأمل حديث الأعرابي الذي جاء للنبي صلى الله عليه وسلم وهو يسمعه يدعو ومعه معاذ قال:(يا رسول الله! إني لا أحسن دندنتك ودندنة معاذ -إنك تدعو أنت ومعاذ بدعاء لا أحفظه ولا أعرفه- فقال له الرسول: ماذا تدعو؟ قال: أما أنا يا رسول الله! فأسأل الله الجنة وأستعيذه من النار، قال المصطفى: كلنا حولها يدندن) دعواتنا حولها، يستعيذ الإنسان من النار ويسأل الجنة:{فَمَنْ زُحْزِحَ عَنْ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ}[آل عمران:١٨٥] وهذا هو الواجب وعلينا دائماً أن نحرص عليه.