[الأمر الخامس: عدم المجازفة بإطلاق الأحكام على الناس]
ثم نقول: ينبغي للمسلم أن يكون حريصاً مع علمه بهذه الأمور ألا يجازف في قضية أحكامه، ولا في قضية الجزم على الناس، فإنه من أظهر لنا حقيقة التوحيد قبلنا منه، ومن تعرض لنا بشيء من ذلك رددنا عليه، ولم نقبل منه بوجه من الوجوه.
إن عقيدتنا شيء غالٍ وثمين، ليست رخيصة عندنا نجعلها مجرد دعوى، كم هم الناس الذين إذا قيل لهم: أرونا سلوك هذه العقيدة.
قالوا: الحمد لله تراها أنت على ظواهرنا، العقيدة ما يخرج رصيدها إلا في الشدائد، كما يقول أحد السلف: الناس في العافية سواء، وفي حال الشدائد يتميز الناس.
كم خرج لنا في هذه الأحداث من مرضى القلوب، كم خرج لنا من التصرفات السيئة، كم خرج لنا من الألفاظ الكفرية، قال بعض الناس: إن قوى الكفر تقول للشيء: كن فيكون.
إننا إذا ارتبطنا بالله وبقوى الكفر فلا شيء علينا ولا تثريب.
من قال هذا الشيء عقيدتنا تأبى هذه الكلمات، وتحكم على أصحابها بأنهم مرقوا من الإسلام فيجب عليهم أن يرجعوا، لسنا نحابي أحداً ونقول: إن هذه الألفاظ ليست يسيرة وسهلة، بل هي ألفاظ خطيرة، فلنتمسك بعقيدة التوحيد ولنرجع إليها رجعة صادقة.
وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يجمعني وإياكم في مستقر رحمته، وأن يجعلنا نموت على هذه العقيدة، وأن يتوفانا على راية التوحيد، وأن يجعل آخر كلامنا من الدنيا لا إله إلا الله، وأن يرفع راية الجهاد خفاقة، وأن يقمع أولئك العلمانيين ومن حذا حذوهم، اللهم زلزل الأرض من تحت أقدامهم، اللهم اخسف بهم، اللهم مزقهم كل ممزق، اللهم إنهم لا يعجزونك وهم أكالوا لنا بحرب فنجعلك ربنا في نحورهم، اللهم اكفنا شرورهم بما شئت، اللهم لا تجعل لهم قائمة، وأعل راية التوحيد خفاقة في هذه البلاد، واجعلنا ممن يتمسك بهذا الدين، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، واجعلهم آمرين بالمعروف ناهين عن المنكر، معزين لمن أطاعك مذلين لمن عصاك، خاذلين لمن أراد أن ينحرف عن هذا الطريق المستقيم.