الأدب الرابع عشر: ينبغي للمسلم في أثناء طريقه أن يستغل طريقه بالخير، بعض المسلمين -هداهم الله- ينطلقون في أسفارهم، ثم ماذا يكون؟ تكون سيارته قد ملئت بالزمر والطرب، فيُقَلِّب من أغنية إلى أغنية، ومن زمر إلى زمر آخر، ثم يقول: إنا نقضي الطريق، فإن الطريق طويل، فنقطعه بهذا الزمر.
نقول للأخ: انطلق بأشرطة الخير والقرآن والمحاضرات، حتى تسمع خيراً، ويكون ذلك المجلس الذي أنت فيه محفوفاً بالملائكة، وإن كنتَ ماضياً في طريقك تمشي.
هذه هي مجالس الخير؛ لأنه يُسْمَع فيها القرآن والذكر ويوجد فيها الخير من قراءة قرآن وغير ذلك.
ثم ينبغي للمسلم أن يحرص على مسألة: أنت في سيارتك قد تقول: إن الإنسان أثناء الطريق قد يثقل سمعه، فلا يكون القرآن في كل الطريق سماعاً فقط.
فأقول: خذ معك شيئاً من المصاحف، ثم اجلس حتى ولو كنت مع والدتك وأختك وعمتك وجدتك وغير أولئك، اجعل درساً قرآنياً في السيارة، فتقرأ أنت أولاً، ثم تقرأ الأخت، فإنها تعرف القراءة، وتسمع الجدة والأم ممن لا يسمعون القرآن ولا يحسنون القراءة، فتجد أنهم يشعرون بروحانية عظيمة، مَن منا انطلق بأهله وإخوانه فجعل درس القرآن في السيارة، يسمعونه غضاً طرياً؟! هذه من الأمور الميسرة.
ونستطيع أن نقرأ موضوعاً طيباً في كتابٍ ميسر؛ قصة لصحابي، أو غزوة للنبي صلى الله عليه وسلم، ثم نتناقش في ذلك الأمر، ونتناقش في هذه العزوة، فنحيي الإيمان في داخل نفوس هؤلاء، فيرتفعون، فتسمو النفوس، فإذا بها تستقبل العبادة بنشاط وحيوية.
الحمد لله الذي يسر لنا طرق الخير، وهناك بعض الناس ينطلقون من الرياض إلى مكة، يمشون ثمان أو عشر ساعات وما سمعوا ذكراً ولا تسبيحاً ولا تهليلاً، هذا من الجهل.
فينبغي أن يكون الطريق كله طريق خير، نتنافس فيه على الخير وعلى طاعة الرحمن.