لا تخاف عند بذل الأرواح شيئاً، بل تستشرف للمعارك وللقتال وللجهاد، إذا نادى النذير للجهاد انطلقت بكل ما فيها، هكذا كانت أمتنا أمة العقيدة، ولو قيل لكثير من المسلمين: قوموا إلى جنة، الآن جاء نادي الجهاد في سبيل الله بإعلاء كلمة الله، جاء الأب قال: ابحثوا عن غيرنا، ثم بدءوا يعللون النفس، إنه والله لهو الشرف للمسلم أن يقتل ابن الإنسان في الجهاد في سبيل الله، كم للآباء من أبناء استشهدوا في ساحات القتال في جهاد الأفغان، والله إنه العز لوالديه، والشرف للقبيلة التي ينتسب إليها ذلك الشاب؛ لأنه قتل لإعلاء كلمة الله.
كم من الآباء يريدون أبناءهم أن يموتوا على فرشهم، أو أن يموتوا عندهم في البيت، وما يريدون رفع راية الإسلام، ولا رفع رءوسهم؟ لأن هؤلاء الأبناء قتلوا تحت راية التوحيد، جاء أحد الصحابة يقول:(يا رسول الله! الرجل يقاتل للمغنم، يقاتل شجاعة، يقاتل شهرة، أي ذلك في سبيل الله؟ قال: من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله) وهكذا هي أمة الإسلام؛ لأنها تعلم أنه:{فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ}[الأعراف:٣٤] ولئن آثرت الأمة بمالها وأنفقته في الجهاد في سبيل الله، فهي تعلم بأن الله يقول:{مَثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ}[البقرة:٢٦١] إلى آخر الآية.