الأدب الثاني: أن يسافر في يوم الخميس، فقد روى البخاري والإمام أحمد رحمهما الله تعالى من حديث كعب بن مالك رضي الله عنه وأرضاه، قال:(قل ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج إذا أراد سفراً إلا يوم الخميس) وإني لأعلم أن هذا الأدب من أندر الأشياء، وليس معنى هذا أنه إذا لم يحدث لا يكون هناك أجر؛ لكن إذا تخول الإنسان في أسفاره بأن يهتدي بالنبي صلى الله عليه وسلم، سيكون له الأجر، أما هنالك نوع من الأسفار لا نستطيع أن نؤخرها إلى يوم الخميس، لِمَ؟ لوجود الظروف الضرورية، فالضرورة لها قدرها.
لكن أن يتحين المسلم كلما أراد سفراً أن يسافر يوم الخميس فإن في ذلك اقتداء بهدي النبي صلى الله عليه وسلم.
ونقول: إن يوم الخميس يوم مبارك، فيه ترفع الأعمال إلى الله تعالى، فإذا كان الإنسان مسافراً يوم الخميس رُجِي الإجابة، فإن المسافر تُرجَى إجابته، فكذلك إذا كان في يوم الخميس تُرْفَع الأعمال إلى الله، ويكون فيها الخير، ويكون فيها الأجر والثواب.