الأدب العاشر: ينبغي للمسلم أن يصحب معه النفقة الطيبة الحلال، وهذه المسألة مهمة جداً في قضية السفر.
كم هم الذين ينطلقون في أسفارهم ومعهم من الأموال التي جمعوها من خارج الدوام ولا يعملون، ومعهم من الأموال ما يأخذونها من انتدابات وهم لا يذهبون، ومعهم من الأموال الربوية ويريدون الأجر والثواب؟! وقد بُيِّنَ لنا عن ذلكم الرجل الذي يمد يديه إلى السماء يقول: يا رب، يا رب، -وهو أشعث أغبر، ومع ذلك هل يجاب له الدعاء؟! لا، بل يقال له: مطعمك حرام، وملبسك حرام، ومشربك حرام، فأنَّى يُستجاب لذلك الرجل.
وكلنا إذا انطلقنا للعمرة نطلب الإجابة، ونطلب أن تقبل تلك العبادة منا، وإذا ببعض الناس -هداهم الله- ينطلقون بأموالٍ الله أعلم من أين اكتسبوها! ولذلك كان السلف يحذرون من المطعم الحرام، فقد كان أبو بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه أكل لقمة لم يدر من أين أخذها، ولما سأل رضي الله عنه وأرضاه غلامَه بَيَّن له غلامُه أنها من مالٍ مشبوه، فما كان من أبي بكر إلا أن أدخل إصبعه في فيه ليخرج تلك اللقمة، فقيل له: إنها قد ذهبت، لماذا تخرجها؟! قال:[والله لو لم تخرج إلا وروحي معها لأخرجتُها] .
أوَما علمتم أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:(كل جسم نبت من سُحت فالنار أولى به) ، فكيف بمن يأكل ليلاً ونهاراً من الأموال المحرمة؟! إذاً على المسلم أن يكون طيب المطعم ليكون مجاب الدعوة.