الأمر الثالث عشر: دعاء المسلم حال الطواف بما أحب من الدعاء:- بعض الناس -هداهم الله- يحملون معهم (مَنْسكاً) ، فيه الشوط الأول، والثاني، والثالث، والرابع، والخامس، ثم السادس، والسابع، ويصبح بعض الناس مدمناً عليه، وقد رأيتُم هذا، بعض العامة إذا لَمْ يدعُ بهم شخص بهذا الدعاء قالوا: والله هذه السنة ما اعتمرنا، وليس للعمرة طعم هذه السنة؛ لأننا لم نقرأ (المنسك) وهذا من الجهل والخطأ، وتلك من الأمور التي ينبغي أن ينبه الناس عليها.
إذاً: ماذا يعمل المسلم؟ نقول: أيها المسلمون! يمكن للمسلم أن يدعو بما أحب، مَن منا يقول: إنه لم يذنب ولم يعصِ الله؟! والله إن الكواهل قد أثقلتها السيئات والمعاصي، فلنصدُق مع الله في هذا الطواف، فإن الطواف ترجى فيه الإجابة، فكل منا يعرف ذنوب نفسه، فليدعُ اللهَ أن يخفف عنه، وأن يزيل عنه الذنوب والسيئات.
إذا قال: دعوتُ حتى تعبتُ، أقول له: يمكنك كذلك أن تقول: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، وتطوف وتدعو، وتسبح، ويمكنك أن تقرأ القرآن، فتقرأ من:{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ}[الناس:١] حتى تصل إلى {عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ}[النبأ:١] ، أو تقرأ ما شئت من الآيات القرآنية والآحاديث النبوية.
أما أن نحجِّر أنفسنا على أدعية مسجوعة الله أعلم بمن قالها، ويظن بعض الناس أنه إذا لم يكن دعاؤهم على (المنسك) ، فإنه لا طواف لهم ولا سعي، فهذا من الجهل، بل وتسمعون في طواف العمرة يقول أحدهم كما في (المنسك) : اللهم اجعله حجاً مبروراً، فيقول الباقون وراءه: آمين، وهو ليس حجاً، فكيف يكون هذا؟! وتجد أن بعضهم يدعو بأدعية -خاصة من العجم هداهم الله- لا يحسن قراءتها من هذا (المنسك) ، فتجده يدعو: اللهم إن هذا (الحرام) حرامك، والصحيح: اللهم إن هذا (الحرم) حرمك، وتصبح قراءات لا يدري بها الإنسان ولا يفقه معانيها، ثم تجد بعض الناس قد يدعو على نفسه، ومَن خلفه يقولون: آمين، ولا يدرون ماذا يحدث.
وهذا من الخطأ والجهل.
فكان الأَولى بالمسلم أن يدعو بما شاء، فالرسول صلى الله عليه وسلم قال:(وليتخير من الدعاء أحبه إليه) تخيَّر ما شئت من الأدعية، من منا يقول: إنه ليس في حاجة إلى الثبات على الدين؟! أو ليس بحاجة أن يرزقه الله اللقمة الحلال؟! أو أن يرزقه الله الذرية الصالحة؟! أو أن يثبته الله على طريق الاستقامة حتى يلقاه؟! أو أن يكون آخر كلامه من الدنيا لا إله إلا الله؟! إذاً: هذه أدعية ميسَّرة، فادعُ بما شئت.