يقول الله:{وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاعِمَةٌ}[الغاشية:٨] وعلم من السياق أن هذا خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم، فإن الوجوه الأولى هي الوجوه المكذبة بمحمد صلى الله عليه وسلم، والوجوه الثانية هي وجوه المؤمنين الصادقين الذين يتبعون منهجه ويتبعون ما كان عليه صلى الله عليه وسلم في كل صغير وكبير، وتأتي تلك الوجوه ناعمة من اللين والبهجة والحسن، جرت عليهم نضرة النعيم فنضرت أبدانهم، ونضرت وجوههم، وأصبحوا في كل جانب على سرور وراحةٍ وطمأنينة.
وسبحان الله! لماذا نضرت تلك الوجوه؟! لأنها ناعمة لسعيها راضية، ولأنها عملت بالطاعة في هذه الحياة الدنيا.
وأقول لكل مسلم: إنك إن توفق لطاعة الله تعالى، ويفتح لك عمل من أعمال الخير؛ من حفظٍ لكتاب الله أو سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، أو الدعوة إلى الله تعالى، أو أمر الناس بكل خير، أو مجالسة الأخيار، أو محبة سنة محمد صلى الله عليه وسلم، أو قيام الليل، أو غيرها، فسل ربك أن يعينك على هذا العمل إلى أن تلقاه، وسل ربك أن يرضيك.
قال تعالى:{لِسَعْيِهَا رَاضِيَةٌ}[الغاشية:٩] ؛ لأنها تعبت في الدنيا وعملت بطاعة ربها فرضيت يوم القيامة كامل الرضا، والسبب: لأنها سترى حسنات عظيمات، والله وعد أولياءه في غير ما آية بكل عمل يجدونه:{فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَه}[الزلزلة:٧] بخلاف الطائفة الأخرى فإنها ليست راضية، والرضا ضد السخط.
إذاً: هي حامدة لما سعته في الدنيا من العمل بامتثال أمر الله، وامتثال أمر رسوله صلى الله عليه وسلم.