للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والفتن وعمرها إلى أقصى الزمن أن (كتاب المغرب) أحسن كتاب صنف في المباني اللغوية وأجود تأليف دون في لغة فقه الحنفية الذي صنفه بحر العلوم شمس الفهوم الإمام العلامة والحبر الفهامة الشيخ ناصر الدين عبد السيد أبي المكارم بن علي أبو المظفر وأبو الفتح الحنفي المطرزي النحوي الأديب من أهل خوارزم وكان يقال له خليفة الزمخشري كان إماما عالما حاذقا أديبا طاف البلاد ورحل في الأمصار في طلب الفقه واشتغل ومهر في فنون العلم سيما في اللغة العربية فإنه أتقنها وأمعنها وكان جامع لشتات أمورها ومطلعا على دقائقها عارفا بحقائقها وصار أوحد زمانه في استحضارها واشتهر بها وكان سريع الكتابة عارفا بالحديث وحافظا له ولم يكن بزمانه أعلم منه بالنحو واللغة والأشعار وأيام الجاهلية وما يتعلق بها متوفرا بالعلوم الحكمية صنف في اللغة.

وألف في محاورات العرب كتاب (المغرب) في غريب الألفاظ التي يستعملها الفقهاء في تفسير ما يشكل عليهم من مصطلحات الحنفية أورد فيه بيانا وافيا وأطنب في أكثر اللغات كلاما شافيا

(وله) غير هذا الكتاب تأليفات عديدة كلها أنيقة مفيدة منها:

(المعرب) في شرح المغرب

• و (الإيضاح) شرح مقامات الحريري

• و (الإفصاح)

• و (الإقناع لما حوى تحت القناع) وقد ألفه لما فرغ ولده الشيخ جمال الدين من حفظ الكتاب المبين

• و (مختصر إصلاح) المنطق لابن السكيت

• و (المصباح) في النحو وغير ذلك

(وكانت ولادته) في شهر رجب الفرد بجرجانية خوارزم سنة ست وثلاثين وخمس مائة.

(وتوفي) يوم الثلاثاء حادي عشر من شهر جمادي الأولى سنة عشرة وست مائة وقد جاوز السبعين

(ودفن) بخوارزم ولم يقع في سمعه وبصره قصور بل لم يكن بجميع حواسه شيء من الفتور

• قرأ على أبيه أولا وتفقه في بلده وأخذ الحديث عن العلامة الشهير والمحدث الكبير البحر الزاخر أبي عبد الله محمد بن علي بن أبي سعيد التاجر

(ثم) دخل خوارزم وقرأ بها العلوم والفقه من شيوخ عصره (والفائق) أيضا على أبي المؤيد العلامة أحمد بن محمد موفق الدين المكي أخطب الخطباء بخوارزم واستفاد منه وبرز في ذلك على أقرانه واشتهرت تصانيفة وانتشرت تواليفه في برهة من الزمان في حياة شيخة الجليل الشأن فصار وحيد زمانه وفريد أوانه

• أخذ عنه خلق وقرأ عليه كثيرون من علماء العصر إلى (أن توفي) رحمه الله تعالى

<<  <   >  >>