(وَمَبْنِيٌّ لِلْمَفْعُولِ): وَهُوَ مَا أَوَّلُهُ مَضْمُومٌ إلَّا فِي الْأَبْوَابِ الْأَرْبَعَةِ فَإِنَّ عَلَامَةَ بِنَائِهَا لِلْمَفْعُولِ انْفِتَاحُ الْحَرْفِ الْمَكْسُورِ (وَالْأَمْرُ): وَهُوَ افْعَلْ وَهُوَ كُلُّ مَا اُشْتُقَّ مِنْ الْمُضَارِعِ عَلَى طَرِيقَتِهِ، وَذَلِكَ أَنْ تَحْذِفَ الزَّوَائِدَ وَتُسَكِّنَ الْآخِرَ، وَلَا تُغَيِّرْ مِنْ الْبِنَاءِ شَيْئًا كَقَوْلِك فِي يَعُدُّ: عُدَّ، وَفِي يَضَعُ: ضَعْ، وَفِي يُدَحْرِجُ: دَحْرِجْ وَأَمَّا يُكْرِمُ فَأَصْلُهُ يُؤَكْرَمُ فَجَاءَ أَكْرِمْ عَلَى قِيَاسِ الْأَصْلِ.
هَذَا إذَا كَانَ مَا بَعْدَ الزَّائِدِ مُتَحَرِّكًا فَأَمَّا إذَا كَانَ سَاكِنًا كَضَادِ يَضْرِبُ، وَحَاءِ يَحْمَدُ فَزِدْ هَمْزَةً مَكْسُورَةً فِي جَمِيعِ الْمَوَاضِعِ إلَّا فِي مَا ضُمَّتْ مِنْهُ الْعَيْنُ كَصَادِ يَنْصُرُ، وَرَاءِ يَقْرُبُ فَإِنَّك تَضُمُّ الْهَمْزَةَ إتْبَاعًا لِضَمَّةِ الْعَيْنِ.
(وَالْأَفْعَالُ الْحَقِيقِيَّةُ) عَلَى ضَرْبَيْنِ: (لَازِمٌ): وَهُوَ مَا يُخَصَّصُ بِالْفَاعِلِ نَحْو: قُمْت، وَقَعَدْت، (وَمُتَعَدٍّ): وَهُوَ مَا يُجَاوِزُ الْفَاعِلَ فَيَنْصِبُ الْمَفْعُولَ بِهِ، أَوْ شِبْهَهُ نَحْوَ: نَصَرْت زَيْدًا، وَأَحْدَثْت الْأَمْرَ وَهُوَ يَتَعَدَّى إلَى مَفْعُولٍ وَاحِدٍ كَمَا مَرَّ آنِفًا وَإِلَى اثْنَيْنِ نَحْوَ: أَعْطَيْت زَيْدًا دِرْهَمًا، وَعَلِمْته فَضْلًا وَإِلَى ثَلَاثَةٍ نَحْوَ: اللَّهُ أَعْلَمَ زَيْدًا عَمْرًا فَاضِلًا (وَأَسْبَابُ التَّعْدِيَةِ) ثَلَاثَةٌ: (الْهَمْزَةُ): فِي أَجْلَسْته، (وَتَضْعِيفُ الْعَيْنِ): فِي فَرَّحْته، (وَحَرْفُ الْجَرِّ): فِي ذَهَبَ بِهِ أَوْ إلَيْهِ، وَكُلٌّ مِنْ اللَّازِمِ وَالْمُتَعَدِّي يَكُونُ عِلَاجًا نَحْوُ قُمْت، وَقَعَدْت، وَقَطَعْته، وَرَأَيْته، وَغَيْرَ عِلَاجٍ نَحْوَ: حَسُنَ، وَقَبُحَ، وَعَدِمْته، وَفَقَدْته وَأَمَّا أَفْعَالُ الْحَوَاسِّ، فَكُلُّهَا مُتَعَدِّيَةٌ (وَالْحَرْفُ): مَا دَلَّ عَلَى مَعْنًى فِي غَيْرِهِ.
[فَصْلٌ اخْتِلَافُ آخِرِ الْكَلِمَةِ بِاخْتِلَافِ الْعَوَامِلِ]
(فَصْلٌ):
(الْإِعْرَابُ): اخْتِلَافُ آخِرِ الْكَلِمَةِ بِاخْتِلَافِ الْعَوَامِلِ وَأَلْقَابُ حَرَكَاتِهِ: (الرَّفْعُ)، (وَالنَّصْبُ)، (وَالْجَرُّ)، وَيُسَمَّى السُّكُونُ فِيهِ (جَزْمًا) (وَالْمُعْرَبُ) مِنْ الْكَلِمَةِ شَيْئَانِ: الِاسْمُ الْمُتَمَكِّنُ، وَالْفِعْلُ الْمُضَارِعُ (وَمَا أُعْرِبَ) مِنْ الْأَسْمَاءِ ضَرْبَانِ: (مُنْصَرِفٌ): وَهُوَ
مَا يَدْخُلُهُ الْحَرَكَاتُ، وَالتَّنْوِينُ (وَغَيْرُ مُنْصَرِفٍ): وَهُوَ مَا يُمْنَعُ التَّنْوِينَ وَالْجَرَّ، وَكَانَ فِي مَوْضِعِ الْجَرِّ مَفْتُوحًا (وَأَسْبَابُ مَنْعِ الصَّرْفِ) تِسْعَةٌ: الْعَلَمِيَّةُ، التَّأْنِيثُ، وَزْنُ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute