[رِسَالَةٌ فِي النَّحْوِ]
ذَيَّلْت بِهَا كِتَابِي هَذَا مُضَمِّنًا إيَّاهَا مَا تَشَتَّتَتْ فِي أَصْلِ الْمُعْرِبِ مِنْ الْأَدَوَاتِ، وَشَيْئًا مِنْ مَسَائِلِ الْإِعْرَابِ، وَجَعَلْتهَا أَرْبَعَةَ أَبْوَابٍ مُفَصَّلَةٍ (الْأَوَّلُ): فِي الْمُقَدِّمَاتِ، (وَالثَّانِي): فِي شَيْءٍ مِنْ تَصْرِيفِ الْأَسْمَاءِ، (وَالثَّالِثُ): فِيمَا لَا يَتَصَرَّفُ مِنْ الْأَفْعَالِ، وَمَا يَجْرِي مَجْرَى الْأَدَوَاتِ، (وَالرَّابِعُ): فِي الْحُرُوفِ، وَرُبَّمَا ذَكَرْت فِي أَثْنَاءِ ذَلِكَ مَا لَمْ يَقَعْ فِي الْأَصْلِ كَمَا قَدْ يُذْكَرُ الشَّيْءُ بِالشَّيْءِ تَأْنِيسًا بِالسَّابِقِ أَوْ تَأْسِيسًا لِلَّاحِقِ، وَبِاَللَّهِ أَسْتَعِينُ، وَعَلَيْهِ أَتَوَكَّلُ.
[الْبَابُ الْأَوَّلُ فِي الْمُقَدِّمَاتِ]
(الْكَلِمَةُ) لَفْظَةٌ دَالَّةٌ عَلَى مَعْنًى بِالْوَضْعِ، وَهِيَ اسْمٌ كَ " رَجُلٍ "، وَفِعْلٌ كَ " نَصَرَ "، وَحَرْفٌ كَ " هَلْ "، (وَالْكَلَامُ): هُوَ الْمُفِيدُ فَائِدَةً مُسْتَقِلَّةً، وَطَرَفَاهُ مُسْنَدٌ، وَمُسْنَدٌ إلَيْهِ، وَلِلْمُتَكَلِّمَيْنِ وَالْفُقَهَاءِ فِي تَحْدِيدِهِ كَلِمَاتٌ لَا تَخْلُو عَنْ نَظَرٍ فِيهَا، (وَمِمَّا يُعْرَفُ بِهِ) الِاسْمُ أَنْ يَصِحَّ الْحَدِيثُ عَنْهُ نَحْوَ: نَصَرَ زَيْدٌ، وَزَيْدٌ نَاصِرٌ، وَأَنْ يَدْخُلَهُ التَّنْوِينُ، وَحَرْفُ التَّعْرِيفِ نَحْوَ: غُلَامٌ، وَالْغُلَامُ، وَحُرُوفُ الْجَرِّ نَحْوَ: بِزَيْدٍ، وَهُوَ نَوْعَانِ: مُظْهَرٌ، وَمُضْمَرٌ (فَالْمُظْهَرُ): هُوَ الِاسْمُ الصَّرِيحُ، وَلَهُ أَنْوَاعٌ، (وَمِنْهَا الْجِنْسُ): وَهُوَ (اسْمُ عَيْنٍ) كَرَجُلٍ، وَفَرَسٍ، (وَاسْمُ مَعْنًى) كَعِلْمٍ، وَجَهْلٍ، (وَمِنْهَا الْعَلَمُ) وَهُوَ إمَّا (مَنْقُولٌ): كَزَيْدٍ، وَعَمْرٍو، وَثَوْرٍ، وَالْعَبَّاسِ، (وَإِمَّا مُرْتَجَلٌ): كَسُفْيَانَ، وَعِمْرَانَ، وَمِنْهَا (الْمُبْهَمُ): وَهُوَ نَوْعَانِ: (أَسْمَاءُ الْإِشَارَةِ): كَذَا، وَتَا، وَهَؤُلَاءِ.
(وَالْمَوْصُولَاتُ): كَاَلَّذِي، وَاَلَّتِي، وَمَنْ، وَمَا (وَالْمُضْمَرُ): هُوَ الْكِنَايَةُ وَهُوَ نَوْعَانِ: مُتَّصِلٌ، وَمُنْفَصِلٌ (فَالْمُتَّصِلُ): مَا لَا يَسْتَغْنِي عَنْ اتِّصَالِهِ بِشَيْءٍ، وَهُوَ مَرْفُوعٌ، وَمَنْصُوبٌ، وَمَجْرُورٌ وَكُلٌّ مِنْ هَذِهِ يَكُونُ بَارِزًا فَحَسْبُ إلَّا مَرْفُوعَهُ فَإِنَّهُ
يَجِيءُ بَارِزًا، وَمُسْتَكِنًّا (فَالْبَارِزُ): مَا لُفِظَ بِهِ كَقَوْلِك
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute