للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مَعَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَاللَّهُ ثَبَّطَهُمْ عَنْهَا لِحِكْمَةٍ، كَمَا صَرَّحَ بِهِ فِي قَوْلِهِ: {وَلكن كَرِهَ اللَّهُ انبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُواْ مَعَ الْقَاعِدِينَ} . وَهُوَ يَعْلَمُ هَذَا الْخُرُوجَ الَّذِي لَا يَكُونُ لَوْ وَقَعَ كَيْفَ يَكُونُ. كَمَا صَرَّحَ بِهِ تَعَالَى فِي قَوْلِهِ: {لَوْ خَرَجُواْ فِيكُم مَّا زَادُوكُمْ إِلاَّ خَبَالاً} . وَمِنَ الْآيَاتِ الدَّالَّةِ عَلَى الْمَعْنَى الْمَذْكُورِ قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَلَوْ رَحِمْنَاهُمْ وَكَشَفْنَا مَا بِهِمْ مِّن ضُرٍّ لَّلَجُّواْ فِى طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ} إِلَى غَيْرِ ذَلِك من الْآيَات] (١) .

بعض مَا اخْتصَّ الله بِعِلْمِهِ:

[وَلَا شَكَّ أَنَّ فِي الْقُرْآنِ أَشْيَاءَ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا اللَّه كَحَقِيقَةِ الرُّوحِ؛ لِأَنَّ اللَّه تَعَالَى يَقُول: {وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبّى} ، وَكَمَفَاتِحِ الْغَيْبِ الَّتِي نَصَّ عَلَى أَنَّهَا لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ بِقَوْلِهِ: {وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ} . وَقَدْ ثَبَتَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهَا الْخَمْسُ الْمَذْكُورَةُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزّلُ الْغَيْثَ} (٢) . وَكَالْحُرُوفِ الْمُقَطَّعَةِ فِي أَوَائِلِ السُّوَرِ وَكَنَعِيمِ الْجَنَّةِ لِقَوْلِهِ تَعَالَى: {فَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِىَ لَهُم مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ} ] (٣) .

أَسمَاء لَهَا علاقَة بِصفة الْعلم:

قَالَ صَاحب التَّتِمَّة: [قَالَ الْقُرْطُبِيُّ نَقْلًا عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الْإِسْفِرَائِينِيِّ: مِنْ أَسْمَاءِ صِفَاتِ الذَّاتِ مَا هُوَ لِلْعِلْمِ مِنْهَا الْعَلِيم وَمَعْنَاهَا تَعْمِيم جَمِيعِ الْمَعْلُومَاتِ وَمِنْهَا الْخَبِيرُ وَيَخْتَصُّ بِأَنْ يَعْلَمَ مَا يكون قبل أَن


(١) - ٢/١٦٨ - ١٦٩، الْأَنْعَام / ٢٨. وَانْظُر (٢/٢٧١) (الْأَعْرَاف / ٥٣) ، (٣/٣٥٢) (النَّحْل/١٢٥) ، (٥/٨٠٨) (الْمُؤْمِنُونَ/٧٥) ، (٨/٣٢٨) (المُنَافِقُونَ / ١١) .
(٢) - أخرجه البُخَارِيّ (٤/١٧٩٣) (٢٥٠٠) من حدث ابْن عمر - رَضِي الله عَنْهُمَا -.
(٣) - ١/٢٤٠، آل عمرَان / ٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>