الرُّؤْيَا
- مَسْأَلَة: هَل يُرى الله - عز وَجل فِي الدُّنْيَا.
[قَوْلُهُ تَعَالَى: {قَالَ رَبِّ أَرِنِى أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِى} ، اسْتَدَلَّ الْمُعْتَزِلَةُ النَّافُونَ لِرُؤْيَةِ اللَّهِ بِالْأَبْصَارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِهَذِهِ الْآيَةِ عَلَى مَذْهَبِهِمُ الْبَاطِلِ، وَقَدْ جَاءَتْ آيَاتٌ تَدُلُّ عَلَى أَنَّ نَفْيَ الرُّؤْيَةِ الْمَذْكُورَ، إِنَّمَا هُوَ فِي الدُّنْيَا، وَأَمَّا فِي الْآخِرَةِ فَإِنَّ الْمُؤْمِنِينَ يَرَوْنَهُ جَلَّ وَعَلَا بِأَبْصَارِهِمْ. كَمَا صَرَّحَ بِهِ تَعَالَى فِي قَوْلِهِ: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} ، وَقَوْلِهِ فِي الْكُفَّارِ: {كَلاَّ إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ} فَإِنَّهُ يُفْهَمُ مِنْ مَفْهُومِ مُخَالَفَتِهِ أَنَّ الْمُؤْمِنِينَ لَيْسُوا مَحْجُوبِينَ عَنْهُ جَلَّ وَعَلَا.
وَقَدْ ثَبَتَ عَنِ النَّبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} الْحُسْنَى: الْجَنَّةُ، وَالزِّيَادَةُ: النَّظَرُ إِلَى وَجْهِ اللَّهِ الْكَرِيمِ (١) ،
وَذَلِكَ هُوَ أَحَدُ الْقَوْلَيْنِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ} ، وَقد تَوَاتَرَتْ
(١) - قَالَ الكتاني فِي نظم المتناثر (١/ ٣٥٣) : (الْحسنى الْجنَّة وَالزِّيَادَة النّظر إِلَى وَجه الرحمان) : قَالَ فِي شرح الْمَوَاهِب: جَاءَ مَرْفُوعا من حَدِيث أبي مُوسَى وَكَعب بن عجْرَة وَابْن عمر وَأبي بن كَعْب وَأنس وَأبي هُرَيْرَة وَجَاء مَوْقُوفا على الصّديق وَحُذَيْفَة وَابْن عَبَّاس وَابْن مَسْعُود وَجَاء عَن جمَاعَة من التَّابِعين كَمَا بَسطه فِي البدور وَقَالَ قَالَ الْبَيْهَقِيّ: هَذَا تَفْسِير قد استفاض واشتهر فِيمَا بَين الصَّحَابَة وَالتَّابِعِينَ وَمثله لَا يُقَال إِلَّا بتوقيف وَقَالَ يحيى بن معِين عِنْدِي سَبْعَة عشر حَدِيثا كلهَا صِحَاح وَزَاد عَلَيْهِ فِي البدور اثْنَيْنِ وسَاق أَلْفَاظ الْجَمِيع عازيا لمخرجيهم وَقَالَ أَنَّهَا بلغت مبلغ التَّوَاتُر عندنَا معاشر أهل الحَدِيث اهـ. وَفِي نواهد الْأَبْكَار وشواهد الأفكار للسيوطي رَحمَه الله: هَذَا التَّفْسِير هُوَ الثَّابِت عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نصا فِي تَفْسِير هَذِه الْآيَة فِيمَا أخرجه مُسلم فِي صَحِيحه وَعَن أَصْحَابه أبي بكر وَحُذَيْفَة وَأبي مُوسَى وَعبادَة بن الصَّامِت وَغَيرهم وَالْأَحَادِيث والْآثَار بِهَذَا التَّفْسِير كَثِيرَة أوردتها فِي التَّفْسِير الْمَأْثُور اهـ. ..
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute