للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والدعاة من أَن تَأْكُل الأَرْض أجسامهم.

الثَّامِنَ عَشَرَ: حَيَاةُ الشُّهَدَاءِ لِوُجُودِ الدَّمِ وَعَوْدَةِ الْيَد مَكَانهَا، بحركة مَقْصُودَة (١) .] (٢) .

- هَل يسمع الْمَوْتَى؟ وَالْكَلَام على تلقين الْمَوْتَى.

[اعْلَمْ أَنَّ الَّذِي يَقْتَضِي الدَّلِيلُ رُجْحَانَهُ هُوَ أَنَّ الْمَوْتَى فِي قُبُورِهِمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ مَنْ

كَلَّمَهُمْ (٣) ، وَأَنَّ قَوْلَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّه عَنْهَا وَمَنْ تَبِعَهَا: إِنَّهُمْ لَا يَسْمَعُونَ، اسْتِدْلَالًا بِقَوْلِهِ تَعَالَى: {إِنَّكَ لاَ تُسْمِعُ الْمَوْتَى} ، وَمَا جَاءَ بِمَعْنَاهَا مِنَ الْآيَاتِ غَلَطٌ مِنْهَا رَضِيَ اللَّه عَنْهَا، وَمِمَّنْ تبعها.


(١) - هَذَا الْكَلَام مَبْنِيّ على ثُبُوت هَذِه الزِّيَادَة، وَقد سبق بَيَان ضعف سندها، وَهَذِه الزِّيَادَة فِيهَا أَيْضا تدل على نَكَارَة متنها؛ فحياة الشُّهَدَاء إِنَّمَا هِيَ عِنْد رَبهم، وحياتهم فِي قُبُورهم حَيَاة برزخية.
(٢) - ٩/١٣٨: ١٤٣، البروج / ٤، ٥.
(٣) - رحم الله الْعَلامَة الشنقيطي رَحْمَة وَاسِعَة، فقد جَانِبه الصَّوَاب فِي هَذِه الْمَسْأَلَة، وَكَذَا مَسْأَلَة تلقين الْمَوْتَى، وأحيلك أَيهَا الْقَارئ الْكَرِيم إِلَى رِسَالَة " الْآيَات الْبَينَات فِي عدم سَماع الْأَمْوَات " للعلامة الألوسي - رَحمَه الله - بتحقيق الشَّيْخ الألباني - رَحمَه الله -، وَكَذَا كتاب أَحْكَام الْجَنَائِز للشَّيْخ الألباني - رَحمَه الله - لتقف على أَن الرَّاجِح عدم سَماع الْأَمْوَات، وَأَن مَا أستدل بِهِ المثبتون مَا هُوَ إِلَّا حالات خَاصَّة لَا يُقَاس عَلَيْهَا غَيرهَا كَحَدِيث قليب بدر، وَسَمَاع قرع النِّعَال، وَأما أَحَادِيث الِاسْتِدْلَال بهَا لَا يَخْلُو من نظر كنحو دُعَاء دُخُول الْمَقَابِر؛ فالتسليم على الْمَوْتَى فِي هَذِه الْحَالة لَا يدل على سماعهم، فقد يكون من بَاب الدُّعَاء، وَكَذَا يَصح أَن يُخَاطب من لَا يسمع؛ كمخاطبة النَّبِي - صلى الله عَلَيْهِ وَسلم - لجبل أحد،
وَنَحْو ذَلِك، وَالله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>