للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

[تدريب الراوي]

فَقَدْ جَزَمَ الْمُصَنِّفُ فِي سَائِرِ كُتُبِهِ كَ " الرَّوْضَةِ " وَ " شَرْحِ مُسْلِمٍ "، وَ " الْأَذْكَارِ " بِجَوَازِهِ لِلضَّرُورَةِ. غَيْرَ قَاصِدٍ غَيْبَةً، وَقَدْ سَبَقَ عَلَى الصَّوَابِ فِي آدَابِ الْمُحَدِّثِ، ثُمَّ ظَهَرَ لِي حَمْلُ " مَا " هُنَا عَلَى أَصْلِ التَّلْقِيبِ، فَيَجُوزُ بِمَا لَا يَكْرَهُ دُونَ مَا يَكْرَهُ.

قَالَ الْحَاكِمُ: وَأَوَّلُ لَقَبٍ فِي الْإِسْلَامِ لَقَبُ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، وَهُوَ عَتِيقٌ ; لُقِّبَ بِهِ لِعَتَاقَةِ وَجْهِهِ؛ أَيْ: حُسْنِهِ.

وَقِيلَ: لِأَنَّهُ عَتِيقُ اللَّهِ مِنَ النَّارِ.

ثُمَّ الْأَلْقَابُ مِنْهَا مَا لَا يُعْرَفُ سَبَبُ التَّلْقِيبِ بِهِ، وَهُوَ كَثِيرٌ. وَمِنْهَا مَا يُعْرَفُ، وَلِعَبْدِ الْغَنِيِّ بْنِ سَعِيدٍ فِيهِ تَأْلِيفٌ مُفِيدٌ. (وَهَذِهِ نُبَذٌ مِنْهُ) أَيْ: نَوْعِ الْأَلْقَابِ عَلَى غَيْرِ تَرْتِيبٍ:

(مُعَاوِيَةُ) بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ (الضَّالُّ، ضَلَّ فِي طَرِيقِ مَكَّةَ) فَلُقِّبَ بِهِ، وَكَانَ رَجُلًا عَظِيمًا.

(عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الضَّعِيفُ، كَانَ ضَعِيفًا فِي جِسْمِهِ) لَا فِي حَدِيثِهِ.

وَقِيلَ: لُقِّبَ بِهِ مِنْ بَابِ الْأَضْدَادِ، لِشِدَّةِ إِتْقَانِهِ وَضَبْطِهِ، قَالَهُ ابْنُ حِبَّانَ.

وَعَلَى الْأَوَّلِ قَالَ عَبْدُ الْغَنِيِّ بْنُ سَعِيدٍ: رَجُلَانِ جَلِيلَانِ لَزِمَهُمَا لَقَبَانِ قَبِيحَانِ: الضَّالُّ وَالضَّعِيفُ.

<<  <  ج: ص:  >  >>