للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

[تدريب الراوي]

(فَمِنْهُمْ مَنْ خَلَطَ لِخَرَفِهِ، أَوْ لِذَهَابِ بَصَرِهِ، أَوْ لِغَيْرِهِ) كَتَلَفِ كُتُبِهِ، وَالِاعْتِمَادِ عَلَى حِفْظِهِ، فَيَقْبَلُوا مَا رُوِيَ عَنْهُمْ بِهِ قَبْلَ الِاخْتِلَاطِ، وَلَا يُقْبَلُ مَا حَدَّثُوا بِهِ (بَعْدَهُ، أَوْ شُكَّ فِيهِ) .

وَيُعْرَفُ ذَلِكَ بِاعْتِبَارِ الرُّوَاةِ عَنْهُمْ، (فَمِنْهُمْ: عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ) ، أَبُو السَّائِبِ الثَّقَفِيُّ الْكُوفِيُّ، اخْتَلَطَ فِي آخِرِ عُمْرِهِ، (فَاحْتَجُّوا بِرِوَايَةِ الْأَكَابِرِ عَنْهُ، كَالثَّوْرِيِّ، وَشُعْبَةَ) ، بَلْ قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: جَمِيعُ مَنْ رَوَى عَنْ عَطَاءٍ سَمِعَ مِنْهُ فِي الِاخْتِلَاطِ غَيْرَهُمَا، لَكِنْ زَادَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدِ الْقَطَّانُ، وَالنَّسَائِيُّ، وَأَبُو دَاوُدَ، وَالطَّحَاوِيُّ: حَمَّادَ بْنَ زَيْدٍ، وَنَقَلَ ابْنُ الْمَوَّاقِ الِاتِّفَاقَ عَلَى أَنَّهُ سَمِعَ مِنْهُ قَدِيمًا.

قَالَ الْعِرَاقِيُّ: وَاسْتَثْنَى الْجُمْهُورُ أَيْضًا كَابْنِ مَعِينٍ، وَأَبِي دَاوُدَ، وَالطَّحَاوِيِّ، وَحَمْزَةَ الْكَتَّانِيِّ، وَابْنِ عَدِيٍّ رِوَايَةَ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ عَنْهُ.

وَقَالَ الْعُقَيْلِيُّ: إِنَّمَا سَمِعَ مِنْهُ فِي الِاخْتِلَاطِ، وَكَذَا سَائِرُ أَهْلِ الْبَصْرَةِ؛ لِأَنَّهُ إِنَّمَا قَدِمَ عَلَيْهِمْ فِي آخِرِ عُمْرِهِ.

، وَتَعَقَّبَ ذَلِكَ ابْنُ الْمَوَّاقِ بِأَنَّهُ قَدِمَهَا مَرَّتَيْنِ، فَمَنْ سَمِعَ مِنْهُ فِي الْقَدْمَةِ الْأُولَى صَحَّ حَدِيثُهُ.

وَاسْتَثْنَى أَبُو دَاوُدَ أَيْضًا هِشَامًا الدَّسْتُوَائِيَّ.

<<  <  ج: ص:  >  >>