وكسر نون الأخيرين في الوصل والابتداء بكسر الهمزتين وتعين للباقين القراءة بقطع الهمزة وفتحها في الكل وإسكان نون الأخيرين إلا حمزة في نقله ثم أمر برفع التاء هنا في إلا امرأتك للمشار إليهما بحق وهما ابن كثير وأبو عمرو فتعين للباقين القراءة بنصب التاء واحترز بقوله هنا من الذي بالعنكبوت إنا منجوك وأهلك إلا امرأتك فإنه بنصب التاء بلا خلاف وقوله إلا امرأتك أبدل فيه الهمزة ألفا ليتزن له النظم ولزم من هذه العبارة في هذه إيهام وذلك أنه قال ارفع وأبدلا فيظن أنه أراد ما لفظ به بإبدال الهمزة ألفا وإنما أراد الإبدال من جهة الإعراب فأشار بقوله وأبدلا إلى وجه الرفع يعني أن التاء مرفوع على البدل من أحد ووجه قراءة النصب أن التاء منصوبة على الاستثناء محل فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ، ويجوز في قوله وأبدلا ضم الهمزة والأشهر فتحها.
وفي سعدوا فاضمم صحابا وسل به ... وخفّ وإن كلا إلى صفوه دلا
وفيها وفي ياسين والطّارق العلى ... يشدّد لمّا كامل نصّ فاعتلا
وفي زخرف في نصّ لسن بخلفه ... ويرجع فيه الضّمّ والفتح إذ علا
أمر بضم السين في قوله: وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا [هود: ١٠٨] للمشار إليهم بصحاب وهم حمزة والكسائي وحفص فتعين للباقين القراءة بفتحها ثم قال: وسل به بالضم أي ابحث عنه ثم أخبر أن المشار إليهم بالهمزة والصاد والدال في قوله إلى صفوه دلا وهم نافع وشعبة وابن كثير قرءوا وإن كلا بتخفيف النون وإسكانها فتعين للباقين القراءة بتشديدها وفتحها ثم أخبر أن المشار إليهم بالكاف والنون والفاء في قوله: كامل نص فاعتلا وهم ابن عامر وعاصم وحمزة قرءوا فيها يعني في هذه السورة وَإِنَّ كُلًّا لَمَّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ [هود: ١١١]، وَإِنْ كُلٌّ لَمَّا جَمِيعٌ لَدَيْنا مُحْضَرُونَ [يس: ٣٢]، لَمَّا عَلَيْها حافِظٌ [الطارق: ٤] بتشديد الميم وأن المشار إليهم بالفاء والنون واللام في قوله في نص لسن وهم حمزة وعاصم وهشام قرءوا لَمَّا مَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا [الزخرف: ٣٥] بتشديد الميم ثم قال بخلفه أي بخلف عن هشام فصار له وجهان: التشديد والتخفيف فتعين لمن لم يذكره في الترجمتين القراءة بتخفيف الميم وإذا جمعت بين إن وكلا لما تأتي في ذلك أربع قراءات تخفيف النون والميم لنافع وابن كثير وتشديدهما لابن عامر وحفص