للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

﴿فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يُصْلِحَا (١) بَيْنَهُمَا﴾: أن يتصالَحا بأنْ تحطَّ له بعضَ المهر أو القَسْم، أو تَهبَ له شيئًا تستميلُه.

وقرئ: ﴿أَنْ يُصْلِحَا﴾ (٢) مِن أَصلَحَ بين المتنازعَين، وحينئذ جاز أن ينتصب ﴿صُلْحًا﴾ على المفعول به و ﴿بَيْنَهُمَا﴾ ظرفٌ أو حالٌ منه، أو على المصدر كما في القراءة الأولى والمفعول ﴿بَيْنَهُمَا﴾ أو محذوف.

وقرئ: (يَصَّلحا) (٣) مِن اصَّلح بمعنى اصطَلَحَ.

﴿وَالصُّلْحُ خَيْرٌ﴾ من الفُرقة، أو من النشوز والإعراض وسوءِ العشرة، أو من الخصومة في كلِّ شيء، فإنه أبعثُ على التوافُق والتسالُم مما إذا قيِّد بحالهما، أو: خيرٌ من الخيرات كما أن الخصومة شرٌّ من الشرور، جملةٌ اعتراضيةٌ أكِّدت باعتراضيَّةٍ أخرى (٤)، وهي قوله:

﴿وَأُحْضِرَتِ الْأَنْفُسُ الشُّحَّ﴾؛ أي: لا تتخاصما مراءً وعناداً فإنَّ النفوس مجبولةٌ على الشُّحِّ كأنها ألزِمَتْه وجَعلت حاضرةً له لا تنفكُّ عنه، فإنْ هي لا تسمحُ بقسمتها أو بسائر حقوقها أو ببعضها فلا يغضبِ الزوج عليها ولْيسامِحْها، فإن الشحَّ كالأمر الطبيعي للنفوس كما (٥) ذكر، ولْتسامِحْه ولا يتباغَضَا ويتشاقَّا.


(١) في (ح) و (ف) و (ك): "يصلحا"، والمثبت من (م)، وهو الصواب. وهذه قراءة نافع وابن عامر وابن كثير وأبي عمرو، وقرأ باقي السبعة: ﴿يُصْلِحَا﴾ وستأتي. انظر: "التيسير" (ص: ٩٧)، و"تفسير البيضاوي" (على هامش حاشية الشهاب) (٣/ ١٨٥)، والكلام منه.
(٢) انظر التعليق السابق.
(٣) انظر: "المختصر في شواذ القراءات" (ص: ٢٩).
(٤) في هامش (ف): "رد لمن قال: اغتفر عدم تجانسهما. منه ". والقائل المذكور هو البيضاوي.
(٥) في (ف) و (ك) و (م): "لما"، والمثبت من (ح).