للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

﴿وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الْوِلْدَانِ﴾ عطفٌ على ﴿يَتَامَى النِّسَاءِ﴾، والعرب كانوا لا يورِّثو نهم كما لا يورِّثون النساء، وكذا قوله:

﴿وَأَنْ تَقُومُوا لِلْيَتَامَى بِالْقِسْطِ﴾ عطفٌ عليه؛ أي: وفي أن تقوموا، هذا إذا جعلت ﴿فِي يَتَامَى النِّسَاءِ﴾ صلةً، فإنْ جعلتَه بدلًا فالوجه نصبُها عطفًا (١) على موضع ﴿فِيهِنَّ﴾، ويجوز أن يكون منصوبًا؛ أي: ويأمركم أن تقوموا.

وهو خطاب للأئمة في أن ينظروا لهم وَيستَوفوا حقوقهم، أو للقوَّام بالنَّصَفةِ في شأنهم.

﴿وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِهِ عَلِيمًا﴾ ذِكرُ العلم بعد العمل أبلغُ وعدٍ ووعيد، وأعلى إشارةٍ وتهديد (٢).

* * *

(١٢٨) - ﴿وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا وَالصُّلْحُ خَيْرٌ وَأُحْضِرَتِ الْأَنْفُسُ الشُّحَّ وَإِنْ تُحْسِنُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا﴾.

﴿وَإِنِ امْرَأَةٌ﴾ فاعلُ فعلٍ يفسِّره الظاهر ﴿خَافَتْ﴾: توقَّعَتْ ﴿مِنْ بَعْلِهَا﴾؛ لمَا ظهر لها من المخائل.

﴿نُشُوزًا أ﴾: تَجافيًا عنها، وترفُّعًا عن صحبتها، ومنعًا لحقوقها.

﴿أَوْ إِعْرَاضًا﴾ بأنْ يُقلَّ مجالستها ومحادثتَها.


(١) في النسخ: "عطف "، والصواب المثبت.
(٢) في هامش (ف): "فإن كان العمل المذكور خيرًا يكون وعدًا وإن كان شرًا يكون وعيدًا. منه ".