للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

عن المعبود بالولي لأن (١) أوَّل درجة العبادة لشخصٍ اتِّخاذه وليًّا، فكان نفيُه أبلغ (٢).

﴿فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾: مبدعِهما، وجرَّه على الصِّفة لـ ﴿اللَّهِ﴾، فإنه بمعنى الماضي، ويؤيده قراءة: (فَطَر) (٣).

ويجوز أن يكون بدلًا، ويرجِّحه أن الفصل بين المبدَل منه والبدل أسهل من الفصل بين المنعوت والنَّعت، بناء على ما هو المشهور من أن البدل على تكرار العامل.

وقرئ بالرفع والنصب على المدح (٤).

والجملة تقريرٌ لإنكار اتخاذ غير الله تعالى وليًّا وتعليلٌ له، وكذا قوله: ﴿وَهُوَ يُطْعِمُ وَلَا يُطْعَمُ﴾، أي: المنافع كلُّها من عنده، ولا يجوز عليه الانتفاع، فخصوص الطُّعم غير ملحوظ، بل هو من باب تنزيل جزء الشَّيء (٥) منزلة كلِّه.

وقرئ: (ولا يَطْعَم) بفتح الياء (٦).

وبعكس الأول (٧) على أن الضمير لـ (غير الله) تعالى، فإن الكلام وإن كان مع


(١) في (ح) و (ف): "لأنَّه".
(٢) في هامش (ف): "مأخوذ من تفسير أبي حيان. منه ".
(٣) نسبت للزهري. انظر: "الكشاف" (٢/ ٩)، و"المختصر في شواذ القرآن" (ص: ٣٦).
(٤) انظر: "الكشاف" (٢/ ٩)، و" البحر " (٤/ ٥٦).
(٥) في (ك): "من تنزيل الشيء"، وفي (م): "من باب تنزيل الشيء".
(٦) نسبت للأعمش وغيره. انظر: "المختصر في شواذ القرآن" (ص: ٣٦)، و"البحر المحيط" (٤/ ٥٦).
(٧) أي: (يُطْعَم ولا يُطْعِم) ببناء الفعل الأول للمفعول والثاني للفاعل. ونسبت هذه القراءة ليعقوب في رواية ابن المأمون عنه، وهي خلاف المشهور عنه. انظر: "الكشاف" (٢/ ٩)، و"البحر" (٩/ ٥٦).