للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

﴿الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ﴾ أنهم شركاءُ لله، حذف المفعولان لدلالة سياق الكلام عليه.

وهذا السؤال ظاهرٌ في غيبة الشركاء، وقوله تعالى: ﴿وَمَا نَرَى مَعَكُمْ شُفَعَاءَكُمُ﴾ إلى قوله: ﴿وَضَلَّ عَنْكُمْ مَا كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ﴾ [الأنعام: ٩٤] نصٌّ فيها، فلا وجه لمَا قيل: يجوز أن يَحضروا ويشاهِدوا، ولكنْ لما لم ينتفعوا بهم ولم يكن فيهم ما رَجَوا من الشفاعة لهم جُعِلوا كأنهم غُيَّبٌ عنهم، وهو أبلغ في التوبيخ؛ إذ وجودهم أضرُّ من العدم.

وأما ما قيل: يجوز أن يُحال بينهم وبينها حينئذ ليتفقدوها في الساعة (١) التي علَّقوا بها الرجاء فيها، فيَرِدُ عليه: أنه حينئذ ينكشف الحال عندهم، ويعلمون أنه لا منفعة لهم في آلهتهم، بل مضرِّة، فلا احتمال للتفقُّد.

* * *

(٢٣) - ﴿ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ﴾.


=زعم): جاء في القرآن في كلّ موضع ذمّ القائلون به. لكنه في غير القرآن ليس معناه مقتصرًا على الباطل كما ذكر بعض العلماء، قال الحافظ في "الفتح" (١/ ١٥٢): الزعم يطلق على القول المحقق أيضًا كما نقله أبو عمر الزاهد في "شرح فصيح" شيخه ثعلب، وأكثر سيبويه من قوله: زعم الخليل، في مقام الاحتجاج. وقال النووي في "شرح مسلم" (١/ ٤٥): وقد كثر الزعم بمعنى القول، وفي الحديث عن النبي : "زعم جبريل" وفي حديث ضمام بن ثعلبة : زعم رسولك، وقد أكثر سيبويه في "كتابه" المشهور من قوله: زعم الخليل كذا، في أشياء يرتضيها سيبويه، فمعنى زعم في كل هذا: قال.
(١) في (ك) و (م): "الشفاعة"، والمثبت من (ح) و (ف)، وهو الموافق لما في "الكشاف" (٢/ ١٢)، و"تفسير البيضاوي" (٢/ ١٥٧).