للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

﴿ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ﴾ جوابُهم، وإنما سُمِّي فتنةً لأنَّه معذرتُهم التي توهَّموا تخلُّصَهم بها، من قولك: فتنتُ الذهب: إذا خلَّصتَه.

وقيل: كفرُهم، والمراد عاقبتُه.

﴿إِلَّا أَنْ قَالُوا﴾، وقرئ بالتاء الفوقانية ونصب ﴿فِتْنَتُهُمْ﴾، على تقديرِ ﴿أَنْ قَالُوا﴾ مؤنثًا؛ أي: ثم لم تكن فتنتَهم إلا مقالتُهم، وهذا أحسن من اعتبار التأنيث في الخبر، وقرئ: بالتاء الفوقانية والرفع على أنها الاسم، وقرئ: ﴿يكن﴾ بالياء التحتانية ﴿فِتْنَتُهُمْ﴾ بالنصب، على أن الاسم: ﴿أَنْ قَالُوا﴾ (١).

﴿وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِين﴾ كذبوا وحلفوا - مع علمهم بأنه لا ينفع - حيرةً ودَهَشًا، وقرئ: ﴿رَبِّنَا﴾ (٢) بالنصب على النداء أو المدح (٣).

* * *

(٢٤) - ﴿انْظُرْ كَيْفَ كَذَبُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ﴾.

﴿انْظُرْ كَيْفَ كَذَبُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ﴾ بنفي الشِّرك عنها.

﴿وَضَلَّ عَنْهُمْ﴾ يَحتمِلُ أن يكون عطفًا على ﴿كَذَبُوا﴾ فيدخل في حيِّز ﴿انْظُرْ﴾، ويحتمل أن يكون إخبارًا مستأنفًا، فلا يدخل في حيِّزه.


(١) ملخص ما ذكره المؤلف ثلاث قراءات كلها سبعية، وهي التاء مع كل من الرفع والنصب، والياء مع النصب. انظر تفصيلها ومن قرأ بكل منها في "السبعة" (ص: ٢٥٤)، و"التيسير" (ص: ١٠١)، و"النشر" (٢/ ٢٥٧). وثمة رابعة وهي الياء مع الرفع ذكرها ابن خالويه في "المختصر في شواذ القراءات" (ص: ٣٦) عن عاصم من رواية المفضل وعن الأعمش. ووقع في (م) و (ك) في هذا النص تقديم وتأخير لكن المؤدى واحد.
(٢) وهي قراءة حمزة والكسائي. انظر: "التيسير" (ص: ١٠٢).
(٣) في هامش (ف): "فيلزم عطف الإخبار على الإنشاء. منه".