﴿فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الْأَرْضِ﴾: مَنفذًا تنفذ فيه إلى ما تحت الأرض فتُطْلع لهم آية.
﴿أَوْ سُلَّمًا فِي السَّمَاءِ فَتَأْتِيَهُمْ بِآيَةٍ﴾، أي (١): مصعدًا تصعد به إلى السماء فتُنزل منها آية، جوابُ ﴿فَإِنِ اسْتَطَعْتَ﴾ محذوف، أي: فافعل، أي: إنك لا تستطيع ذلك، والمراد بيان حرصه وتهالُكه ﵇ على إسلام قومه.
والشرطية جواب الشَّرط الأوَّل، ﴿فِي الْأَرْضِ﴾ صفةٌ لـ ﴿نَفَقًا﴾، أو متعلق بـ ﴿تَبْتَغِيَ﴾، وكذا ﴿فِي السَّمَاءِ﴾ صفة لـ ﴿السَّمَاءِ﴾، أو متعلق بالفعل.
﴿وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى﴾ ولكن لم يشأ، فلا تتهالك على إيمانهم.
﴿وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى﴾: من الذين يجهلون ذلك وَيرومون خلافه؛ أي: لا تحرص على ما لا يكون، ولا تجزع في مقام الصبر، فإن ذلك من دأب الجهلة.
﴿إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ﴾، أي: لا يستجيب دعوتك إلى الإيمان إلا الذين يسمعون فيفهمون ويتدبَّرون، دون الموتى، وهؤلاء الذين تحرص على إيمانهم موتى، كقوله تعالى: ﴿إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى﴾ [النمل: ٨٠].
﴿وَالْمَوْتَى﴾ استعار (الموتى) للجهَّال؛ لأنَّ العلمَ حياةُ القلب، فالذين لا يسمعون إنما لا يسمعون لأنَّ قلوبهم موتى بالحقيقة.