للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ويردُّه أنَّ الحشرَ بعثٌ من (١) مكانٍ إلى آخر، وتعديتُه بـ ﴿إِلَى﴾ تنصيصٌ على هذا المعنى.

* * *

(٣٩) - ﴿وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا صُمٌّ وَبُكْمٌ فِي الظُّلُمَاتِ مَنْ يَشَإِ اللَّهُ يُضْلِلْهُ وَمَنْ يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾.

﴿وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا صُمٌّ وَبُكْمٌ فِي الظُّلُمَاتِ﴾ خبرٌ ثالثٌ كناية عن عمَى البصيرة، ناظر (٢) إلى ﴿عُمْيٌ﴾ (٣) في قوله تعالى: ﴿صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ﴾ [البقرة: ١٨]، وهذا أبلغ إن (٤) جعلت ﴿الظُّلُمَاتِ﴾ ظرفًا لهم، وجُمِعَتْ لاختلاف جهات الضلالة من الكفر والجهل والعناد والتقليد.

ولمَّا لخص من الدلائل القاطعة على ربوبيته وقدرته وعظمته، ووجوبِ التَّيقظ لِمَا أَوْعدَ عليه، والإقرارِ به وبالحشر= قال: والمكذِّبون بآياتنا صمٌّ وإلا (٥) سمعوا كلام المنبِّه فاستيقظوا ورجعوا، وبُكْمٌ وإلا نطقوا بالإقرار بالحقِّ، خابطون في ظلمات أنواع الضَّلالة فلا ينتهون (٦) لذلك ولا يتأمَّلون ويتفكرون (٧)


(١) في (م) زيادة: "كل ".
(٢) في (م): "ناظرًا".
(٣) أي: واقع موقعه.
(٤) في (ك) و (م): "إذا ".
(٥) في (ح): "فما".
(٦) في (م): "يتنبهون ".
(٧) في (م): "ولا يتفكرون".