للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

فيه، ثم أكَّد ما بيَّن (١) مِنْ شدَّة جهلهم وعميهم (٢) واحتجاجهم بقوله:

﴿مَنْ يَشَإِ اللَّهُ يُضْلِلْهُ﴾ إيذانًا بأنهم من أهل الطَّبع والختم، ومَن يُضللِ الله فلا هادي له (٣).

﴿وَمَنْ يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾ كان الظاهر أن يقال: (٤) ومَن يشأ يَهْده، وإنما عدل عنه لأن هدايته تعالى - وهي إرشاد إلى الهدى - غيرُ مختصَّة ببعضٍ دون بعضٍ، بل عامَّةٌ للكلِّ.

* * *

(٤٠) - ﴿قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللَّهِ تَدْعُونَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ﴾.

﴿قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ﴾: أخبِروني، لمَّا كان العلم سببَ الإخبار وضعَ طلبَ العلم موضعَ طلبِ الخبر، فصورتُه استفهامٌ، ومعناه الأمر، لاشتراكهما في الطَّلب.

والكاف حرف الخطاب، أكّد به الضَّمير للتأكيد، لا محل له من الإعراب، والفعل معلَّق، أو المفعول محذوف تقديره: أرأيتكم آلهتكم تنفعُكم إذ تدعونها.

﴿إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ﴾ تعالى كما أتى مَنْ قبلَكم.

﴿أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ﴾: هولُها.

﴿أَغَيْرَ اللَّهِ تَدْعُونَ﴾ تبكيتٌ لهم.


(١) في (ح): "بينه ".
(٢) في (ف): "عمهم "، وفي (ح): "عمههم ".
(٣) "فلا هادي له" من (ك) و (م).
(٤) في (م) و (ك): "يقول ".