للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

﴿وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ﴾ استبان يجيء لازماً ومتعدياً كتبيَّن، وقرئ بالتاء والياء مع رفع السَّبيل؛ لأنها تذكر وتؤنث، وقرئ بالتاء ونصب السبيل على خطاب الرَّسول (١).

وهو إمَّا عطفٌ على علَّةٍ محذوفةٍ؛ أي: ليَظهر الحقُّ ولتستبين، أو علةٌ لمحذوفٍ؛ أي: ولتستبين سبيل المجرمين فصَّلنا ذلك التَّفصيل.

واكتفى بذكر ﴿سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ﴾ ليتبيَّن سبيلُ غيرهم منه، ولم يعكس؛ لأنَّ ذِكْرَه أهمُّ، والنَّفس إلى التَّرهيب أطوع منها إلى التَّرغيب.

* * *

(٥٦) - ﴿قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ قُلْ لَا أَتَّبِعُ أَهْوَاءَكُمْ قَدْ ضَلَلْتُ إِذًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُهْتَدِينَ﴾.

﴿قُلْ إِنِّي نُهِيتُ﴾ صُرِفْتُ وزُجِرْتُ بنور فطرتي وصفاء عقلي، وبما أُوْحِيَ إليَّ ونُصِبَ لي من الدَّلائل ﴿أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ﴾: عن (٢) عبادة ما تعبدون من دون الله أو تدَّعونها آلهة.

﴿قُلْ لَا أَتَّبِعُ أَهْوَاءَكُمْ﴾ تأكيدٌ لقطع أطماعهم، واستجهالٌ لهم، واستركاكٌ لعقولهم، وإشارةٌ إلى علَّة النَّهي ومُوجِب الامتناع عن مشايعتهم (٣)، وبَيانٌ لسبب


(١) قرأ أبو بكر وحمزة والكسائي بالياء والباقون بالتاء، وقرأ نافع: (سبيلَ المجرمين) بنصب اللام والباقون برفعها. انظر: "التيسير" (ص: ١٠٣).
(٢) في (م) و (ك): "من".
(٣) في (م): "متابعتهم".