للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

﴿ذَلِكَ خَيْرٌ﴾ وذلك لأن خير الأمور أوساطُها (١)، أو خبرُه ﴿خَيْرٌ﴾، و ﴿ذَلِكَ﴾ صفته (٢)، عُدل به عن النصب وفخِّم بالإشارة إليه.

وقُرئ: ﴿ولباسَ التقوى﴾ بالنصب (٣) عطفاً على ﴿لِبَاسًا﴾؛ قيل: هو ما يُتَّقى به في الحروب، ولا يناسبه الترجيحُ والتفخيم، فإن ما ذُكر هو (٤) وجه الرجحان، إنما يساعد الأولَ.

وقيل: هو لباس الورع. ولا يساعده:

﴿ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ﴾؛ أي: تحصيلُ اللباس من موادَّ أرضيةٍ حاصلةً بأسبابٍ سماويةٍ، واتصالُ منافع إحداهما بالأخرى مع بُعد ما بينَهما، دليل على كمال قدرة منشئهما وحكمةِ مدبِّرهما.

﴿لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ﴾ فيعرفون (٥) نعمتَه، ويعترفون بقدرته، ويحترزون عن نقمته. أو: يتعظون فيتورَّعون عن القبائح.

روي: أن العرب كانوا يطوفون بالبيت عراةً ويقولون: لا نطوف في ثيابٍ عصينا الله فيها، فنزلت (٦).

فعلى هذا تكون قصةُ آدم تَقدِمةً لذلك؛ تنبيهاً على أن انكشاف


(١) في (ف): "أوسطها"، وسقط من (ك) قوله: "وذلك لأن خير الأمور أوساطها أو خبرُه خيرٌ".
(٢) في (ف): "صفة".
(٣) هي قراءة نافع وابن عامر والكسائي. انظر: "التيسير" (ص: ١٠٩).
(٤) "هو": ليست في (م) و (ك).
(٥) في (ف): "فيوفون".
(٦) رواه بنحوه الطبري في "تفسيره" (١٠/ ١٢٠) عن مجاهد.