﴿قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ﴾؛ أي: لم يحرِّم الزينة والطيِّبات وإنما حرَّم القبائح التي زاد قبحُها.
والتحريم: المنع من الفعل بإقامةِ الدليل على وجوب تجنُّبه، وضدُّه التحليل وهو: الإطلاق في الفعل ببيان جواز تناوُله.
﴿مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ﴾ قال ابن عباس ﵄: كانوا لا يرون بالزنا سراً بأساً، وكانوا يستقبحونه عَلَانيَةً، فنُهوا عنه جميعاً (١).
وتخصيصُها بالذكر مع انتظامها في سلكِ الآتي ذكرُه للاهتمام.
﴿وَالْإِثْمَ﴾ أريد به: ما بين العبد وبينه تعالى من الذَّنْب.
﴿وَالْبَغْيَ﴾ أريد به: ما بينه وبين الغير، وهو التعدي مبتدئاً كان أو منتصِراً، وقوله: ﴿بِغَيْرِ الْحَقِّ﴾ زيادةُ بيانٍ؛ لأن ما كان بحقٍّ لا يكون بغياً.
﴿وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا﴾ تهكُّمٌ بهم، إذ معلومٌ أنه لا برهانَ عليه حتى ينزل، فهو من قبيل: