للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

﴿يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي﴾ القَصَصُ: وصل الحديث بالحديث (١)، وأصله: إتْباع الشيء بالشيء.

﴿فَمَنِ اتَّقَى﴾ الشرك والمعاصيَ ﴿وَأَصْلَحَ﴾ العمل والإسلام (٢)

﴿فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ﴾ من الوقوع في العقوبات، وهذا ثمرة (٣) الاتقاء.

﴿وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾ بفوات الثواب، وهذا ثمرةُ الإصلاح، وليس فيه إبطالُ مخافات القيامة؛ لأنَّ المراد به العاقبة، فهو كقول الطبيب: لا بأس عليك ولا خوف، وإن كان في وجعٍ وضعف.

* * *


= (قالت الفلاسفة: إنه - أي: إرسال الرسل لهداية البشر - واجب على الله؛ لأنَّه يجب عليه تعالى أن يفعل الأصلح، وهم يسمون أهل التعليم). وقال القونوي: (هم الإسماعيلية، وهم طائفة من الشيعة، فهم ذهبوا إلى أن المعرفة لا تحصل بدون معلم). والذي يفهم من كلام ابن التمجيد أنهم ليسوا جماعة بعينها بل ولا تخالُف بينهم وبين أهل السنة، حيث قال: (قوله - يعني البيضاوي -: كما ظنه أهل التعليم؛ أي: كما ظن وجوبه أهل التعليم، قالوا: إن من فوائد بعثة النبي أن يعلم الصناعات الضرورية النافعة المكملة لأمر المعاش … إلخ)، ولعل سكوت شيخ زاده عن شرحها من هذا المعنى. وذهب الآلوسي إلى أن المراد بالرد هم المعتزلة لكن دون نعتهم بأهل التعليم، فقال: (وفي الإتيان بـ (إنْ) تنبيه على أن إرسال الرسل أمر جائز لا واجب، وهو الذي ذهب إليه أهل السنة، وقالت المعتزلة: إنه واجب على الله تعالى؛ لأنَّه سبحانه - بزعمهم - يجب عليه فعل الأصلح). انظر: "حاشية شيخ زاده" (٤/ ٢١٤)، و"حاشية الشهاب" (٤/ ١٦٦)، و"حاشية القونوي" (٨/ ٣٧٧)، وبهامشها "حاشية ابن التمجيد"، و"روح المعاني" (٩/ ٩٦).
(١) "بالحديث" ليست في (ف).
(٢) في (ف): "العمل في الإسلام".
(٣) في (ك): "ثمر".