للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وإنما قال: ﴿سَاعَةً﴾؛ لأنها أقصر الأوقات في العرف، يقول (١) المستعجِل لصاحبه: في الساعة؛ أي: أقصرِ وقت.

وإنما قال: ﴿فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ﴾؛ لأنَّه قبل المجيء يُقبَل التقدُّم والتأخُّر بخلاف ما بعده، على ما أفصح عنه في قوله تعالى: ﴿وَيُؤَخِّرْكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ أَجَلَ اللَّهِ إِذَا جَاءَ لَا يُؤَخَّرُ﴾ [نوح: ٤].

والمراد من مجيء الأجل: مجيءُ قربه، على ما دلَّ عليه قوله: ﴿وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ﴾، وهذا كما يقال: جاء الشتاء، وجاء الصيف، إذا قارَب (٢) وقته.

* * *

(٣٥) - ﴿يَابَنِي آدَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي فَمَنِ اتَّقَى وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾.

﴿يَابَنِي آدَمَ﴾ إنما (٣) أُوثر هذا التعبير لِمَا فيه من التذكير (٤) لأول الرسل منهم.

﴿إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ﴾ هي (إنْ) الشرطيةُ زيدت عليها (ما) لتأكيد معنى الشرط، ولذلك لزمت فعلَها النونُ الثقيلة أو الخفيفة، وجواب الشرط الجملة الشرطية الآتية.

﴿رُسُلٌ مِنْكُمْ﴾ إنما جاء في إتيان الرسل بحرف الشك تنبيهاً على أنه غير واجب كما زعم أهل التعليم (٥).


(١) في (م) و (ك): "يقول".
(٢) في (ف): "فات".
(٣) في (م) و (ك): "وإنما".
(٤) في (م) و (ك): "التذكر".
(٥) في (ف): "أهل التنطح". والمثبت من (ك) و (م)، وهو الموافق لما في "تفسير البيضاوي" (٣/ ١٢). وقد اختلف شراحه في المقصود بهذا اللفظ، فهم في قول الشهاب: الفلاسفة، قال: =