للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

﴿حَقِيقٌ عَلَى أَنْ لَا أَقُولَ﴾ جواب لتكذيبه إياه في دعوى الرسالة المفهومة من قوله: ﴿فَظَلَمُوا بِهَا﴾، وقرئ: ﴿عَلَىَّ﴾ بالتشديد (١)؛ أي: واجبٌ عليَّ، وعلى قراءة التخفيف معنى الحقيق: جدير (٢) وخليق، إلا أنه ضمِّن معنى المجبول، ولذلك عُدِّي بـ ﴿عَلَى﴾؛ أي: مجبول على ذلك جديرٌ به، وفيه إشارة إلى أن مَن هو في مقام الرسالة يكون في غاية العصمة عن وصمة الكذب حتى لو قصده لا يَقدر عليه.

﴿عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ﴾ إنما قال: ﴿عَلَى اللَّهِ﴾ لأن في الرسالة تحميلَ العهدة على المرسِل الذي نقل عنه الرسالة.

﴿قَدْ جِئْتُكُمْ بِبَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ﴾؛ أي: بما يُبين أني رسول من رب العالمين، ادَّعى الرسالة ثم أردفها بما يدل على صحتها.

ولمَّا قرَّر رسالته فرَّع عليها تبليغَ الحكم بقوله: ﴿فَأَرْسِلْ﴾؛ أي: فأطلق ﴿مَعِيَ بَنِي إِسْرَائِيلَ﴾؛ أي: يرجعوا معي إلى الأرض المقدسة التي هي وطنُهم ومولد اَبائهم، وكان قد استعبدهم واستخدمهم في الأعمال تغلُّباً منذ تُوفِّي يوسف وانقرضت الأسباط.

* * *

(١٠٦) - ﴿قَالَ إِنْ كُنْتَ جِئْتَ بِآيَةٍ فَأْتِ بِهَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ﴾.

﴿قَالَ إِنْ كُنْتَ جِئْتَ بِآيَةٍ﴾ مِن عند مَن أرسلك ﴿فَأْتِ بِهَا﴾: فأَظْهِرها وأحضِرها عندي ليَثبت بها صدقُك ﴿إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ﴾ في الدعوى.

* * *


(١) هي قراءة نافع، وباقي السبعة بالتخفيف. انظر: "التيسير" (ص: ١١١).
(٢) في (ك) و (م): "معنى حقيق وجدير".