للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ﴾، وترغيبِهم في الإخلاص والعمل الصالح ببيان حال أعقابهم الذين يتَّبعون النبيَّ المبعوث في آخر الزمان، وتحريضِهم على التصديق بما في التوراة والإنجيل من نَعتهِ (١)؛ ليوطِّنوا أنفسهم على الإيمان به طمعًا في الرحمة التي خصَّصها بهم في قوله تعالى: ﴿فَسَأَكْتُبُهَا﴾ فيُحشروا معهم وهم عبد الله (٢) ابن سلَامٍ وأضرابُه (٣).

* * *

(١٥٨) - ﴿قُلْ يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ﴾.

﴿قُلْ يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ﴾ الخطاب عامّ؛ كان كلُّ نبي مبعوثًا إلى قومه خاصةً، ورسولنا إلى الناس كافةً، بل إلى الإنس والجن عامةً.

﴿جَمِيعًا﴾ حال من ﴿إِلَيْكُمْ﴾.

﴿الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾ صفةُ ﴿اللَّهِ﴾، أو بدلٌ منه، ولا يمنعُه الفصل بما هو في حكم المقدَّم، أو نصبٌ على المدح، أو رفعٌ عليه.

أو مبتدأٌ وخبره: ﴿لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ﴾ وهو (٤) على الوجوه الأُوَل (٥) بيانٌ للجملة التي هي الصلة؛ لأن مَن مَلك العالَم كلَّه لا يكون غيرُه إلهًا.


(١) "من نعته ": ليست في (م) و (ك).
(٢) في (ك): "وعبد الله" بدل: "وهم عبد الله".
(٣) في (ف) و (ك): "وأضرابهم".
(٤) أي: ﴿لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ﴾.
(٥) أي: ما تقدم من وجوه في إعراب ﴿الَّذِي لَهُ مُلْكُ … ﴾.