للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

والآية تقريرٌ لِمَا تقدَّم، وما فيه من وجوب الاستعاذة عند نزغ الشيطان، وبيانٌ أن المتقين عادتُهم إذا أصابهم أدنى نزغٍ وإلمامٍ (١) بوسوسته (٢) أن يستعيذوا ويتذكَّروا قبل أن يصير خاطرًا وجالت فيه النفس بالفكر.

* * *

(٢٠٢) - ﴿وَإِخْوَانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي الْغَيِّ ثُمَّ لَا يُقْصِرُونَ﴾.

﴿وَإِخْوَانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ﴾، أي: إخوان الشياطين الذين لم يتَّقوا يمدُّهم الشياطين (٣) ﴿فِي الْغَيِّ﴾ بالتزيين والحمل عليه.

وقرئ: ﴿يَمُدُّونَهُمْ﴾ (٤) من أَمَدَّ.

و: (يُمادُّونهم) (٥) كأنهم يعينونهم بالتسهيل والإغراء، وهؤلاء يعينونهم بالاتباع والامتثال.

﴿ثُمَّ لَا يُقْصِرُونَ﴾: لا يمسكون عن إغوائهم حتى يَردُّوهم، وهذا أشدُّ من الأول، ولهذا عطف عليه ﴿ثُمَّ﴾ (٦) المستعارة للتراخي في الرتبة.

ويجوز أن يراد بالإخوان الشياطين، والضمير المضاف إليه للجاهلين،


(١) في (ف): (والأمر)، وفي (ك) (م): "والام"، وكلاهما تحريف، والمثبت من "الكشاف" (٢/ ١٩١).
(٢) في (م) و (ك): "بوسوسة".
(٣) في (م): "الشيطان".
(٤) هي نافع. انظر: "التيسير" (ص: ١١٥).
(٥) تنسب للجحدري. انظر: "المختصر في شواذ القراءات" (ص: ٤٨)، و"المحتسب" (٢/ ٢٧١). و"البحر" (١٠/ ٤٦٧).
(٦) في (م) و (ك): "بثم".