للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

هلَّا ذكرْتَ لنا القتال حتى نتأهَّب له، إنَّا خرجنا للعير. وهم المراد من الفريق المذكور، وتمام القصة يطلب من كتاب السِّير.

* * *

(٦) - ﴿يُجَادِلُونَكَ فِي الْحَقِّ بَعْدَ مَا تَبَيَّنَ كَأَنَّمَا يُسَاقُونَ إِلَى الْمَوْتِ وَهُمْ يَنْظُرُونَ﴾.

﴿يُجَادِلُونَكَ فِي الْحَقِّ﴾ يحتمل أن يكون في موضع الحال من الضمير في ﴿لَكَارِهُونَ﴾ ويحتمل أن يكون استئنافَ إخبارٍ.

وجدالهم: قولهم: ما كان خروجنا إلَّا للعير، ولو عرفنا لاستعدَّينا للقتال.

والحقُّ هنا: نصرة دين الإسلام بالجهاد.

﴿بَعْدَ مَا تَبَيَّنَ﴾ أي: بعدَ تَبيُّنِه بإعلام الرَّسول أنَّهم ينصرون، وهذا أبلغ في الإنكار لجدالهم.

﴿كَأَنَّمَا يُسَاقُونَ إِلَى الْمَوْتِ﴾ حال؛ أي: يجادلونك مُشْبِهين مَنْ يُساق إلى الموت.

﴿وَهُمْ يَنْظُرُونَ﴾ حال من ضمير ﴿يُسَاقُونَ﴾، شبَّه حالهم في شدَّة فزعهم وفَرْطِ رعبهم لقلَّة عَدَدِهم وعُدَدهم بحالِ مَن يُساق بالذُّل والصَّغار إلى القتل المتيقَّن، وهو مشاهِدٌ لأسبابه، ناظِر إليها.

* * *

(٧) - ﴿وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ﴾.

﴿وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ﴾ على إضمار (اذكر)، و ﴿إِحْدَى﴾ ثاني مفعولي ﴿يَعِدُ﴾، وقد أُبدل عنها ﴿أَنَّهَا لَكُمْ﴾ بدلَ الاشتمال.