للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

رَمَيْتَ﴾ لأنَّك لو رميتها لمَا زاد تأثيرها على تأثير رمي البشر ﴿وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى﴾ حيث أثَّرَتْ ذلك الأثر العظيم.

أثبَتَ الرَّميةَ لرسول الله لأنَّ صورتها وُجِدَتْ منه، ونفاها عنه لأنَّ أثرَها الذي لا يقدر عليه البشر فعلُ الله تعالى، فكانَ الله فاعلَها على الحقيقة لا الرَّسولُ، والفعل قد يُطلَق ويُرادُ به مُسمَّاه، وقد يُطلَق ويراد به كماله والمقصودُ منه - أي: غايته (١) - مجازًا.

﴿وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ﴾: وليُنْعِمَ عليهم ﴿مِنْهُ بَلَاءً حَسَنًا﴾ إنعامًا جميلًا؛ أي: وللإنعام على المؤمنين ذلك (٢) الإنعامَ العظيم بالنُّصرة والغنيمة ومشاهدةِ الآيات فَعَلَ ما فعلَ، وما فعلَ (٣) إلا لذلك.

﴿إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ﴾ لدعائهم واستغاثتهم ﴿عَلِيمٌ﴾ بأحوالهم ونياتهم.

* * *

(١٨) - ﴿ذَلِكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ مُوهِنُ كَيْدِ الْكَافِرِينَ﴾.

﴿ذَلِكُمْ﴾ إشارة إلى البلاء الحسن، ومحله الرَّفع؛ أي: المقصود ذلكم، أو: الأمر ذلكم.

﴿وَأَنَّ اللَّهَ مُوهِنُ كَيْدِ الْكَافِرِينَ﴾ معطوفٌ على ﴿ذَلِكُمْ﴾؛ أي: المقصود بلاء المؤمنين وتوهينُ الكافرين، وقرئ: ﴿وَأَنَّ﴾ بالفتح (٤)؛ أي: ولأن الله تعالى مُعِينٌ للمؤمنين كان ذلك.


(١) في (ف): "والمقصود منه أنها غاية".
(٢) في (ف): "وذلك".
(٣) "وما فعل" سقط من (ف).
(٤) هي قراءة نافع وابن عامر وحفص، والباقون بكسرها. انظر: "التيسير" (ص: ١١٦).