للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

﴿وَبِئْسَ الْمَصِيرُ﴾ هي؛ أي: جهنَّم.

* * *

(١٧) - ﴿فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلَاءً حَسَنًا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾.

﴿فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ﴾ بقوتكم ﴿وَلَكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ﴾ بنصركِم، وإمدادِ الملائكة، وإلقاءِ الرُّعب في قلوبهم وتقويةِ قلوبكم، وهو كالتَّعليل لِمَا تقدَّم من النَّهي عن الانهزام بسبب كثرة العدو.

ورُويَ أنَّه لَمَّا التقى الجمعان يومَ بدرٍ تناولَ رسول الله كفًّا من الحصى فرمى بها في وجوههم، وقال: "شاهَتِ الوجوهُ"، فلم يبقَ مشركٌ إلا شُغِلَ بعينه، فانهزموا، ورَدِفَهم المؤمنون يقتلونهم ويأسرونهم، ثم لمَّا انصرفوا أقبلوا على التَّفاخُر، فيقول القائل (١): قتلْتُ وأسرْتُ، فنزلت الآية (٢)؛ صيانةً لهم عن الإعجاب، وتنبيهًا على أن الله تعالى هو الذي هيَّأ لهم هذه الأسباب.

وكذا الحال في الخطاب الآتي ذكره.

وقيل: الفاءُ جوابُ شرطٍ محذوف، تقديره: إن افتخرتم بقتلهم فأنتم لم تقتلوهم، ولكنَّ اللهَ قتلهم.

ويأباه عطف قوله: ﴿وَمَا رَمَيْتَ﴾ أنتَ (٣) تلك الرَّمية العجيبة يا محمَّد ﴿إِذْ


(١) في (ف) ت "القاتل".
(٢) انظر: "الكشاف" (٢/ ٢٠٧)، والكلام بهذا السياق مجموع من عدة أخبار. انظر: "تفسير الطبري" (١١/ ٨٧ - ٨٤)، و"تفسير ابن أبي حاتم" (٥/ ١٦٧٢ - ١٦٧٣).
(٣) "أنت": ليست في (م).