للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وانتصاب ﴿مُتَحَرِّفًا﴾ و ﴿مُتَحَيِّزًا﴾ على الحال، و ﴿إِلَّا﴾ لغوٌ لا عملَ له، أو الاستثناء من المولِّين؛ أي: إلَّا رجلًا متحرِّفًا أو متحيِّزًا.

ووزن متحيِّز (١): مُتفَيْعِل، لا مُتفعِّل، وإلَّا لكان: متحوِّزًا؛ لأنَّه مِنْ حازَ يحوزُ؛ يقال: حاز الشَّيءَ، أي: ضمَّه وجمعَه، والحيِّز: مجتمَع (٢) القوم؛ فَيْعَل مِنَ الحوز، والتَّحيُّز الانضمام إليهم والدُّخول في جملتهم، وهو تفعُّل (٣) من الحيِّز.

والفئة: الجماعة المنقطِعة عن غيرها، مِنَ الفأو (٤)، وهو قطعُ الرَّأس بالسَّيف.

وإنْ جُعِلَ ﴿زَحْفًا﴾ حالًا من المؤمنين يكون إشعارًا لهم بما سيكون منهم يوم حُنَين، وحين تقدَّمه نهيٌ تولَّوا مدبرين (٥) وهم اثنا عشرَ ألفًا، ﴿وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ﴾ أمَارة عليه.

﴿فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ﴾؛ أي: استوجبَه.

﴿وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ﴾ هذا إذا لم يَزِدِ العدوُّ على الضِّعْف؛ لقوله تعالى: ﴿الْآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ﴾ الآية [الأنفال: ٦٦]، وقيل: هذه الآية مخصوصة بأهل بدرٍ، أو الحاضرين معه في الحرب.


(١) في (ف): "متحيزًا".
(٢) في (ك): "مجمع".
(٣) في النسخ: "تفعيل" والصواب المثبت.
(٤) في النسخ: "من الفاء" والصواب المثبت. انظر ما سيأتي في هذه السورة عند تفسير قوله تعالى: ﴿إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا﴾.
(٥) قوله: "وحين تقدمه نهي تولوا مدبرين"، كذا في النسخ، ولعل الصواب إسقاط الواو قبل "حين"، وحذف جملة: "تقدمه نهي" كما جاء في المصادر. انظر: "الكشاف" (٢/ ٢٠٦)، و"تفسير البيضاوي" (٣/ ٥٣)، و"البحر" (١١/ ٤٩)، و"روح المعاني" (١٠/ ٥٥).