للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

﴿وَأَنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ﴾ أن تُؤثروا حبَّ اللهِ تعالى على حبِّهم، وتزهَدوا في الدُّنيا، ولا تحرصوا على حبِّ المال والولد.

وفي قوله: ﴿عِنْدَهُ﴾ تشريفٌ للأجر (١) المذكور، وبيانٌ أنه مصونٌ عن الضياع.

* * *

(٢٩) - ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ﴾.

﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا﴾: هدايةً ونوراً في قلوبكم، وتوفيقاً وشرحاً لصدوركم، تفرِّقون به بينَ الحقِّ والباطلِ، أو نصراً يفرِّق بينَ المحِقِّ والمبطِلِ، بإعزاز الإسلام وأهله، وإذلالِ الكفر وحزبه، ومنه قوله تعالى: ﴿يَوْمَ الْفُرْقَانِ﴾ [الأنفال: ٤١].

أو: ظهوراً يُشْهِرُ أمرَكم وينشرُ صيتكم في أقطار الأرض، من قولهم: بِتُّ أفعل كذا حتى سطع الفرقان؛ أي: الصُّبح.

﴿وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ﴾: صغائرَ ذنوبكم، أراد بالكفَّارة الإزالةَ، ولذلك قال: ﴿عَنْكُمْ﴾، وهي بالحسنات لقوله: ﴿إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ﴾ [هود: ١١٤].

﴿وَيَغْفِرْ لَكُمْ﴾ ذنوبَكم؛ كبائرَها، والغَفْرُ: السَّترُ، ضمَّنه معنى الرَّحمة، ولذلك قال: ﴿لَكُمْ﴾، وكنَّى به عن العفو والتجاوز عنها، وذلك بالاستغفار والشفاعة.


(١) في (م): "الأجر".