للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

﴿وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ﴾ باللُّطف الوافي (١) في الدُّنيا، والإحسان الباقي في دار القرار، لِمَا عرفْتَ أنَّ العبدَ أُعْطِيَ جزاءَ حسناته بإزالة سيئاته، فكان ما وصل إليه من اللُّطف والإحسان فضلاً من الله تعالى، ووعدُه على التَّقوى أيضاً تفضُّل، فإطلاق (٢) الأجر على ما وعده في مقابَلته بطريق الاستعارة.

* * *

(٣٠) - ﴿وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ﴾.

﴿وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا﴾ ذكَّرَه ما مُكِرَ به حين كان بمكَّة؛ ليشكرَ نعمة الله تعالى عليه في إنجائه من مكرهم وتسليطه عليهم، أي: واذكر وقتَ مكرِهم بك وتسليطه، وتفصيلُه مذكور في كتب التفاسير.

﴿لِيُثْبِتُوكَ﴾: ليَسجنوك، أو يُوْثقوك، أو يُثْخنوك بالضرب والجَرح، من قولهم: ضربَه حتى أثبتَه لا حراكَ به ولا بَرَاحَ، وقرئ: (لِيُبَيِّتُوكَ) من البَيَاتِ (٣).

﴿أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ﴾ من مكَّة.

﴿وَيَمْكُرُونَ﴾ بإخفاء المكائد له ﴿وَيَمْكُرُ اللَّهُ﴾ بإخفاءِ ما أعدَّ لهم حتى يأتيَهم بغتة، أو بردِّ (٤) مكرهم عليهم، أو بمعاملة الماكرين معهم حيث أخرجهم


(١) في (ك): "الموافي".
(٢) في (ك): "لإطلاق".
(٣) نسبت لإبراهيم النخعي. انظر: "تفسير الثعلبي" (٤/ ٣٥٠)، و"الكشاف" (٢/ ٢١٥)، و"البحر المحيط" (١١/ ٨٢).
(٤) في النسخ: "يرد"، والمثبت أنسب بالسياق.