للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

إلى بدر وقلَّل المسلمين في أعينهم حتى حملوا عليهم فقُتلوا (١).

﴿وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ﴾ إذْ مكرُه أنفذُ من مكر غيره وأبلغُ تأثيراً.

قيل: وإسناد المكر إلى الله تعالى للمزاوجة والمشاكَلة، ولا يجوز إطلاقها عليه تعالى ابتداءً؛ لِمَا فيه من إيهام الذَّم، وكأن هذا القائل غافل عن قوله تعالى: ﴿أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ﴾ [الأعراف: ٩٩] (٢).

* * *

(٣١) - ﴿وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا قَالُوا قَدْ سَمِعْنَا لَوْ نَشَاءُ لَقُلْنَا مِثْلَ هَذَا إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ﴾.

﴿وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا قَالُوا قَدْ سَمِعْنَا لَوْ نَشَاءُ لَقُلْنَا مِثْلَ هَذَا﴾ هذا غاية مكابرتهم وفَرْطُ عنادهم؛ إذ لو استطاعوا ذلك فما منعَهم أن يشاؤوا، وقد تحدَّاهم وقرَّعهم بالعجز عشر سنين، ثم قارعهم بالسيف، فلم يعارضوا سورة، مع أَنَفهم (٣) وفَرْطِ استنكافِهم أن يُغلبوا، خصوصاً في باب البيان.

قيل: هو قول النَّضر بن الحارث، وهو كان موسوماً بينهم بالنُّبل والفَهم، فكان إذا قال قاله كثير منهم واتَّبعوه عليه، كما يفعله الناس اقتداء بعلمائهم.

﴿إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ﴾: ما سطَّرَه الأوَّلون من القصص، قد سبق ما يتعلَّق بالأساطير.

* * *


(١) "فقتلوا" سقط من (ف).
(٢) في هامش (ف) و (م): "قد مر هذا القول ورده في تفسير سورة آل عمران. منه".
(٣) الأنَف كالَأنَفة معناهما الاستنكاف من أَنِفَ: استنكف. انظر: "القاموس" (مادة: أنف).