للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

عليم بتدابير أموركم، وتسوية مصالحكم؛ إذ يريكهم في نومك (١) قليلاً، أراهم الله تعالى إيَّاه في رؤياه قليلاً، فأخبر به (٢) أصحابَه، فثبَّتهم ذلك، وشجَّعهم على عدوهم.

﴿وَلَوْ أَرَاكَهُمْ كَثِيرًا لَفَشِلْتُمْ﴾ الفشل: صنفٌ (٣) من الوَجَل.

لم يقل: (لفشلتَ)؛ لأنَّه كان معصوماً من النَّقائص، فأسندَ الفشل إليه على طريقة التَّغليب؛ رعايةً لجانِبَي الكلام والمقام.

﴿وَلَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ﴾: أمرِ القتال، وتفرَّقَتْ آراؤكم بينَ الفرار والقرار.

والتَّنازع: الاختلاف الذي يحاول كلُّ واحدٍ منهما نزعَ الآخرِ صاحبِه (٤) مما هو عليه.

﴿وَلَكِنَّ اللَّهَ سَلَّمَ﴾: أنعمَ بالسَّلامة من الفشل والتنازع، وعصمَكم منهما.

﴿إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ﴾ مما سيكون فيها من الجبن والجرأة والصبر والجزع، وما يغيِّر (٥) أحوالها.

* * *

(٤٤) - ﴿وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ إِذِ الْتَقَيْتُمْ فِي أَعْيُنِكُمْ قَلِيلًا وَيُقَلِّلُكُمْ فِي أَعْيُنِهِمْ لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ﴾.


(١) في النسخ: "نومكم"، والصواب المثبت.
(٢) في (ف) و (م): "فأخبره".
(٣) في (ك) و (م): "ضعف".
(٤) قوله: "صاحبه" بدل من "الآخر"، وكان يكفي أحدهما كما في "تفسير الرازي" (١٥/ ٤٨٨): ( .. نزع صاحبه .. ).
(٥) في (ك): "وما تعسر".