للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

(٦٠) - ﴿وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ﴾.

﴿وَأَعِدُّوا﴾ أيُّها المؤمنون ﴿لَهُمْ﴾ لناقضي العهد، أو للكفار ﴿مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ﴾ مِنْ كلِّ ما يُتقوَّى به في الحرب، وعن عقبة بن عامر : سمعته يقول على المنبر: "ألا إنَّ القوَّة الرَّمي"، قالها ثلاثاً (١). والمراد: أنه أقواها.

﴿وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ﴾ الرِّباط: شدٌّ أيسر من العقد، يقال: ربَطَه يَربِطُه رَبْطاً ورِبَاطاً، وصار اسماً للمربوط، إلَّا أنَّه لا يستعمل إلا في الخيل (٢)، فالإضافة باعتبار عموم المفهوم الأصلي (٣)، ويحتمل أن يكون جمع ربيط، كفصيل وفصال.

وقرئ: (رُبط الخيل) بضم الباء وسكونها (٤)، جمع رباط.

وعطفُها على ﴿قُوَّةٍ﴾ كعطف جبرائيل وميكائيل على الملائكة .


(١) رواه مسلم (١٩١٧).
(٢) في هامش (ف): "فيه رد لمن وهم وقال: إنه اسم للخيل التي تربط. منه". والقائل لذلك الزمخشري في "الكشاف" (٢/ ٢٣٢).
وفي هامش (ف) أيضاً: "رد لمن وهم أنَّه إضافة الشيء إلى نفسه: منه"، وفوقه: "سعد الدين"، والصواب أن قائله الطيبي تعقيبا على قول الزمخشري، ولفظه: قوله (أي: الزمخشري): (والرباط: اسم للخيل التي تربط في سبيل الله): قيل: فإذن يلزم من إضافته إلى الخيل إضافة الشيء إلى نفسه. انظر: "فتوح الغيب" (٧/ ١٤١).
(٣) في (م): "باعتبار عموم مع مفهوم الأصل". والمثبت من (ف)، وهو الموافق لما في "نواهد الأبكار" للسيوطي (٣/ ٤٧٧)، والكلام منقول عن السعد التفتازاني كما صرح السيوطي.
(٤) بالضم نسبت إلى الحسن، وبالسكون لأبي حيوة. انظر: "مختصر في شواذ القراءات" (ص: ٥٠).