للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

﴿إِنَّهُ عَزِيزٌ﴾ تامُّ القدرةِ والغَلَبةِ، لا يُعصى عليه ما يريدُه.

﴿حَكِيمٌ﴾ يعلم (١) أنه كيف ينبغي أن يَفعل ما يريد.

وقيل: الآية في الأوس والخزرج، وكان بينهم من الحرب والوقائع ما أهلَكَ سادتهم ورؤساءهم، ولم يكن لبغضائهم أمدٌ ومُنتهًى، وبينهما التَّجاوُر (٢) الذي يَهيجُ الضَّغائن ويُديمُ التَّحاسد، وكان كلٌّ من الطَّائفتين يتجنَّب ما آثَرتْه الأخرى، ويكره ما أحبَّته، فأنساهم الله تعالى ذلك كلَّه حتى توافقوا على الإسلام والطَّاعة، وتصادَقُوا وتصافَوْا وتحابُّوا، وصاروا أنصار الله، وذلك من المعجزات الباهرة، والآيات الظَّاهرة (٣).

* * *

(٦٤) - ﴿يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ﴾.

﴿يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ﴾؛ أي: كفاك الله تعالى وكفى أتباعك من المؤمنين ناصراً، وكفاك الله تعالى وكفاك المؤمنون، على أنَّ (مَن اتَّبعك) في محل النَّصب على المفعول معه، كقولك: حسبك وزيداً درهم، أو الرفعِ عطفاً على اسم الله.

نزلت في البيداء في غزوة بدر (٤).

وقيل: نزلت عند إسلام عمر (٥).


(١) "يعلم" من (م).
(٢) في (ف) و (م): "التجاوز"، والمثبت من "الكشاف" (٢/ ٢٣٤).
(٣) انظر: "الكشاف" (٢/ ٢٣٤)، وانظر: "تفسير الطبري" (١١/ ٢٥٦)، و"تفسير الثعلبي" (٤/ ٣٧٠).
(٤) انظر: "المحرر الوجيز" (٢/ ٥٤٩).
(٥) رواه الطبراني في "الكبير" (١٢٤٧٠) وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (٧/ ٢٨): (فيه إسحاق بن بشر الكاهلي، وهو كذاب). وقال القرطبي في "تفسيره" (١٠/ ٦٧): (وقع في =